العائدان.. الجوعان والمشعان

تبلغ ميزانية وزارة الأشغال قرابة مليار دينار، ويعمل في الوزارة 15 ألف موظف تقريباً، يتقاضون سنوياً 300 مليون دينار، أي بمتوسط 20000 ألف دينار سنوياً للموظف. ومنذ خمسة أعوام تقريباً، ولأسباب لا علاقة لهؤلاء الموظفين بها، لم تنفذ الوزارة أي مشروع حيوي أو حتى إصلاح طرق، والسبب كان إهمالاً جسيماً من كل الوزراء الذين أداروا الوزارة، مع استثناءات نادرة.
جاء تعيين السيدة نورة المشعان وزيرة للأشغال في أسوأ الظروف، فلا ميزانية، ولا مشاريع، وطرق خربة وفساد إداري، وتضخم وظيفي، وكفاءة مفقودة على رأس الجهاز التنفيذي، ومع هذا نجحت، وكان ذلك مفاجأة لي شخصياً، في أن تنتج شيئاً، فلم يكن أحد يتوقع الكثير منها، بسبب كم المعوقات التي تواجهها الوزارة.

علمت من مصادري أنها قامت، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في وضع حلول سريعة وعاجلة لتحسين وضع الطرق، وهذا ما شعرت به شخصياً، من خلال بعض الشوارع التي أرتادها يومياً. كما نجحت، بالتعاون مع شركات مقاولات محلية في ردم وإصلاح قرابة 14 ألفاً من حفر الطرق، ولا يزال هناك الكثير، خاصة على طريق الفحيحيل. وهذا يبيّن حجم المأساة التي كنا ولا نزال نعيشها، ويكفيها فخراً أنها أنجزت، في ثلاثة أشهر، ما «فشلت» في إنجازه من كانت في الوزارة قبلها.. لسنوات.

كما فعّلت بند الضمان على مشاريع طرق، سبق لشركات أن قامت بتنفيذها، وهو بند لم يحاول من سبقوها تطبيقه، لغاية في نفوسهم، أو عقولهم. كما توصلت لتفاهمات مع الشركات المحلية، ذات الخبرة في إصلاح الطرق، للاهتمام بخرابها الكبير، والقيام بحلول عاجلة ومؤقتة، لحين طرح المناقصات اللازمة. كما نجحت الوزارة خلال الفترة ذاتها في افتتاح جزئي لجسرين جديدين يخدمان الدخول إلى مجمع الأفنيوز، مقابل الغزالي، وآخر على شارع الغوص بين منطقتي الرقة وجابر الأحمد. وتم الانتهاء من أزمة الصرف الصحي في مدينة صباح الأحمد السكنية، مع افتتاح محطة أم الهيمان لمعالجة مياه الصرف، ومحطة ضخ صباح الأحمد السكنية.

كما جرى استئناف الأعمال في تقاطع دروازة العبدالرزاق، بتبرعات من جهات خيرية. كما انتهت الوزارة من توقيع عقد لتطوير البنية التحتية لمنطقة قرطبة لاستبدال شبكة الصرف الصحي والأمطار وإصلاح الطرق بشكل جذري. وما يماثل ذلك لمنطقة اليرموك.

كما وُفقت الوزارة في الحصول على الاعتمادات المالية لـ18 ممارسة صيانة جذرية لجميع الطرق السريعة والمحافظات، ولا تزال بانتظار الحصول على الموافقة على الطرح من الجهاز المركزي للمناقصات.

كما نجحت في تفعيل خطة الاستعداد لمواجهة موسم الأمطار، وتلقت الوزارة رسمياً آلاف البلاغات من المواطنين، وتم التعامل معها مباشرة، وغير ذلك من أعمال ومنجزات.

تقف نورة المشعان أمام تحدٍّ كبير، وهي غالباً قادرة على إنجاز ما فشل غيرها في القيام به. كما أنها تسير في عملها ضمن خطة واضحة، ولا يعرقلها إلا نقص الاعتمادات المالية، وتوقف عمل لجنة المناقصات المركزية.

نتمنى، بصدق وإخلاص، عودتها ووزير التجارة السيد عبدالله حمد الجوعان، للتشكيلة الوزارية الجديدة، لاستكمال ما بدآ به من إصلاحات حقيقية، فليس هناك أسوأ من عدم تكليف الجيد، ليأتِ بعدهما من يلغي أعمالهما، ليبدأ من جديد، هذا إذا عمل أصلاً.


أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top