كلمة 'شكرا' فقط

قام السيد محمد باقر المهري، وهو رجل دين شيعي كويتي، باصدار بيان قبل أيام بمناسبة تحرير العراق، بارك فيه للأمة الاسلامية وللعلماء والشرفاء وللشعب العراقي المسلم ولكل المظلومين والمضطهدين في العالم تحرير العراق وازالة حكم البعث الكافر.
وتطرق البيان الى موقف الكويت، حكومة وشعبا، ووقوفها الى جانب الشعب العراقي من خلال المساهمة في فسح المجال لتحرير العراق، وما قدموه من معونات سخية عززت من مكانة الكويت ورفعت من شأنها.
وعلى الرغم من جمال صيغة البيان وما تضمنه من شكر للكويت واشادة بموقفها وتهنئة للعالم أجمع بتحرير العراق من طغيان صدام، وهو عمل يقرب الى درجة المعجزة، الا أن السيد المهري لم يتطرق لموضوع الجهة، او الجهات التي قامت بتحرير العراق ولا بتقديم الشكر لها ولو بطريقة مواربة، وكأن من قامت بتحرير العراق والتضحية بدماء المئات من ابنائها كانت طرفا غير معروف الاسم، وبالتالي لا يجوز شكرها على ما قامت به.
نعود إلى قصتنا القديمة نفسها ونطرح، ومعنا الكثيرون، السؤال المحرج المتعلق بالموقف الذي كان السيد المهري، وملايين المواطنين العراقيين، سيتخذه، وبالتصريح الذي سيصدر عنه والبيان الذي سيقوم بالتوقيع عليه، والتعهد الذي سوف يلتزم به لو قامت مثلا الدول التي حررت العراق بالتخلي عن جزء من أخلاقياتها ومفاوضتهم مسبقا على الثمن الذي عليهم دفعه مقابل قيام قوات تلك الدول بتحرير العراق وتخليصهم والعالم من الطاغية صدام؟
مجرد سؤال نطرحه على السيد المهري، تمنياتنا له بدوام الصحة والعافية لكي يتذكر مستقبلا شكر من يستحق الشكر حقاِ فالكويت ما كان لها ان تقوم بما قامت به من أعمال جليلة تجاه الشعب العراقي لولا ما سبق ذلك الفعل من جهد جبار في حجمه وتكلفته وتخطيطه، والذي قامت به قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، مما أدى في نهاية الأمر الى تحرير العراق من حكم صدام، وهي الحرب غير المسبوقة تاريخيا في نتائجهاِ فهذه هي المرة الأولى في التاريخ، منذ عهد نبوخذ نصر مرورا بهنيبعل وهولاكو وتيمورلنك ونابليون وهتلر وشارلتون هستون، التي يتم فيها الانتصار على دولة، بحجم العراق، بهذا العدد القليل من الضحايا من الطرفين!.
ألا يستحق كل هذا الانتصار وكل هذا الانجاز وكل هذا المعروف، الذي كان قبل شهرين حلما يراود مخيلة كل إنسان معني بأمر العراق وجيرانه والسلام العالمي، كلمة شكر واحدة؟

الارشيف

Back to Top