مصيدة الإنترنت

يمكن القول إن من الصعب جدا حصر فوائد الانترنت في عالم المعلومات الذي نعيش فيهِ كما أن الانترنت وسيلة اتصال وتخاطب رخيصة وسريعة نسبيا.
وعلى الرغم من كم المعلومات الهائل الذي يرد على الانترنت، والذي يمتاز في غالبيته بالجدة والجدية فان كثيرا من المعلومات المغلوطة وغير الصحيحة، خاصة تلك المتعلقة بالغذاء والصحة والرياضة، ترد معها أو ضمنها بحيث تجعل قارئها يعتقد بصحتها.
- فهناك مثلا نشرات إنترنت تقول إن أعشاب 'الميرمية' تحتوي على نسبة عالية من الاستروجين، وهذا يساعد على تنظيم هرمون الأنوثة الذي ينظم بدوره الدورة الشهرية لدى المرأة ويعطيها الملامح الأنثوية كتقليل الشعر، وإنه مضاد للبكتيريا والالتهابات وغير ذلك من الفوائد الغريبة!
أو القول مثلا إن الشاي الأسود أو الأخضر يمتص الحديد من الجسم، وخاصة لمرضى فقر الدمِ أو أنه يمكن الاستعاضة عن ذلك بتناول حبة برتقال لأن مفعولها عكس الشاي أو القول ان حامض الفوليك يمنع السكتة الدماغية أو إنه يقي من سرطان القولون وعنق الرحم.
هذه كلها معلومات لم تثبت أي جهة مختبرية أو علمية صحتها، وبالتالي قد يكون لبعضها مفعول معاكس.
ومن أشهر المعلومات الخاطئة التي انتشرت على الإنترنت بشكل واسع، والتي قامت 'القبس' بنشر تحقيق ملون كامل عنها قبل أيام، والمشاركة بالتالي في ترويجها بشكل خاطىء، تلك التي تعلقت بما هو مطلوب منا عمله في حال تعرض أحدنا لآلام شديدة في الصدر وامتدادها للعظام والحنك حيث ذكر في التحقيق أن أمامنا عشر دقائق قبل ان نفقد الوعي تماماِ وما علينا في هذه الحالة غير أن نتمالك أعصابنا، ونبدأ بالكحة (السعال) بشكل متواصل وقوي مع أخذ نفس عميق قبل كل كحة، إلى أن نشعر بأن القلب قد عاد الى وضعه الطبيعي مرة ثانية، ومن هناك نقود السيارة الى المستشفى!
وقد ردت الجمعية البريطانية للرئة على التساؤلات التي اوردتها بخصوص هذا الموضوع قائلة إنه ليس هناك ما يثبت صحة هذا الادعاءِ فلو عرف سائق المركبة هذا، أو من في مثل حالته، أنه أصيب بجلطة أو ذبحة، فان حالته الصحية لا تسمح له على الاطلاق بالقيام بأي نشاط كالسعال بقوة، دع عنك قيامه بقيادة مركبته الى المستشفى!
وعليه، ننصح الجميع بتوخي الحذر الشديد في تصديق كل ما يردنا عن طريق الإنترنت من معلومات تتعلق بالتغذية أو الدواء أو فوائد أو مضار الكثير من الأمور، وبالذات الأطعمة والمشروبات، دون أن نقوم بالتأكد من مدى صحتها من أصدقائنا أو معارفنا من الأطباء أو من اخصائيي التغذيةِ للراغبين في الاطلاع على نسخة من رأي الجمعية البريطانية الكتابة إلينا، أو الاتصال بنا، لتزويدهم بنسخة عنه.

الارشيف

Back to Top