الفواتيرِِ أين الفواتير؟

قامت وزارة الطاقة بحملة إعلانية كبيرة تهدف الى حث المستهلك على التوفير في استهلاك الماء والكهرباء، وحيث ان الحملة في غالبيتها كتابية فان نسبة من ستصلهم الرسالة سوف لن يتعدى الخمسة في المائة من اصل سكان الكويت الذين تجاوز عددهم أخيرا الملايين الثلاثةِ كما ان 95% من هؤلاء الخمسة في المائة سوف لن يلتفتوا الى الحملة الاعلانية، وهذا يعني فشلها المسبق وضياع ما أنفق عليها، لا لشيء إلا لغياب عدادات الماء والكهرباء وخرابها وتلفها، وسوء التحصيل وفقدان سياسات المحاسبة والمراقبة داخل الوزارة التي أنهكتها السياسة!
لقد كررنا القول المرة تلو الأخرى انه لا أحد على استعداد لتوفير الماء والطاقة بغير حساب وعداد وفاتورة وملاحقة ورفع لقيمة هذه الخدمة النادرةِ وبغير ذلك فان أي حملة إعلانية، أو مسرحية او حتى اغنية وطنية، سوف لن تجدي نفعا، وسوف يستمر الاستهلاك في الارتفاع بمعدلات كبيرة تفوق الارتفاع البسيط في معدلات الانتاج.
فهل في وزارة الطاقة من هو على استعداد لفهم هذه المعادلة البسيطة، ام ان المصالح الشخصية أهم من مصلحة الدولة؟
ما دفعنا لقول ذلك هو الخبر الذي نشر في الصحف اخيرا، والذي افاد بأن 2000 اسرة فقط استفادت من منحة الالفي دينار المتعلقة بفواتير الكهرباء، ولو كانت هناك 50 الف اسرة كويتية تمتلك بيتا، فان هذا يعني ان الوزارة بحاجة لفترة عشر سنوات على الاقل لحل هذه المشكلة قبل التفرغ لاصدار فواتير الكهرباء وتغيير التالف من العدادات، والنظر في محاسبة المواطنين على نظام الشرائح.
نرجو ونتمنى ونطلب ان لا يكون دخول وزير الطاقة الجديد، الشيخ علي الجراح، وخروجه منها بعد سنوات طويلة، كدخوله وزارة الشؤون وخروجه منها دون ان يقوم بفعل شيء هناك، حسب الظاهر!
***
* ملاحظة: قال السياسي البريطاني الكبير ونستون تشرشل: ان البشر جميعا يموتون مرة واحدة إلا السياسيين منهم، فإنهم يموتون ويحيون عدة مرات!
وقد صدق هذا القول في السياسي النائب فيصل الشايع وصدق مع غيره ونتمنى أن يصدق مع السياسي والنائب السابق عبدالوهاب الهارون، الذي كانت خسارة مجلس الأمة ولجانه المختلفة لوجوده المستمر وأفكاره واجتهاداته أمرا، يصعب تعويضه بتشكيلته الحالية الأكثر ميلا للمزايدة والصراخ، واستجداء تواقيع الوزراء بعدها خلف الأبواب!

الارشيف

Back to Top