خراب بيت الزكاة

أشك، ولأسباب كثيرة، في مجمل التصرفات المالية للجمعيات الخيرية. فما تقوم بجمعه من أموال كل يوم، لا بل كل ساعة، وما يوجد تحت تصرفها منه أمر يفوق الخيال من جهة، وكاف من جهة أخرى لتخريب نفوس الكثيرين من المشرفين على جمعها وصرفها، خصوصا ان تلك الأموال لا تخضع لأي نوع من الرقابة الفعالة. كما لا تعرف أي جهة كانت، سوى القلة من أعضاء مجالس إداراتها، حجم تلك الأموال أو كيف وأين تصرف.
وعليه فقد كنت دائما من المؤيدين لتوجيه أموال الزكوات والخيرات التي يشعر البعض بالتزامهم الديني لدفعها لجهة ما، لتوجيهها لبيت الزكاة، فهو يدار من جهة من قبل جهات حكومية، كما تخضع سجلاته وتصرفات القائمين عليه لرقابة ديوان المحاسبة.
التقرير الأخير الذي صدر عن الديوان، بعد فحص ومراجعة ميزانية بيت الزكاة، بين ان 'البيت' لا يختلف كثيرا عن الجمعيات الخيرية في مخالفاته!! وان الفرق بينهما يكمن في أن مخالفات البيت تنشر ويسمع بها ويمكن معالجتها، أما مخالفات وتجاوزات الجمعيات الخيرية فإنها تبقى بعيدة عن التدقيق والفحص والمراجعة، سوى ما تكشفه الصدف من عمليات تلاعب وسرقات واختلاس وغير ذلك من حرمنات.
فعلى سبيل المثال قام 'البيت'، كما بين تقرير ديوان المحاسبة الأخير، بالمشاركة في استثمارات والدخول في مشاريع خارج الكويت بملايين الدولارات من دون دراسات جدوى كافية أو حتى معقولة. كما وجه القائمون على شؤونه جزءا كبيرا من استثمارات البيت إلى مؤسسات مالية يمتلكها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، أو الجهات المنتمية إليه، مباشرة أو غير ذلك!
إن المجال هنا ضيق ولا يسمح بتعداد مخالفات 'البيت' المالية، ولكن من الواضح ان الانتماءات السياسية للقائمين عليه كان لها الدور الأكبر في توجيه استثمارات 'البيت' لتلك الجهات.
نتمنى على القائمين على إدارة 'البيت' قراءة تقرير ديوان المحاسبة بتمعن وتجنب الدخول في عمليات مشبوهة وذات صبغة سياسية. كما نتمنى على الجهات الحكومية الأعلى محاسبة مسؤولي 'البيت' في حال تكرار مخالفاتهم مستقبلا.
ملاحظة: إناطة مسؤولية توزيع منحة الشيخ سالم العلي الصباح لبيت الزكاة فقط قرار جيد، بعد ان ثبت ان غالبية الجمعيات الأخرى 'غير كفو' للمهمة.
ولكن ما كشفه بعض الزملاء عن فضائح 'البيت' الأخيرة تجعلنا لا نطمئن كثيرا إلى حياديته المطلقة!
نتمنى على القائمين على 'البيت' توخي الحذر!
وهذا جل ما نطمح اليه في الوقت الحالي، وهو صعب جدا وبالتالي لا مجال للمطالبة بأكثر من ذلك.

الارشيف

Back to Top