ليلة القبض على 'فيرجن

عند مدخل 'الخزعلية' بمنطقة شرق يقع محل قديم قدم الكويت متخصص ببيع 'الفحم'!! وأنا هنا على استعداد لأن أقسم، بدل المرة ألف، أن هذا المحل المتواضع في بضاعته وقيمته وما يتطلبه من ادارة لا تتعدى الشخص الواحد، لو حدث وأن أغلق 'اداريا' لقيامه ببيع 'فحم' غير مرخص لما تأخر صاحبه في اعادة فتحه خلال 24 ساعة!!
اما محل 'فيرجن'، الذي يعتبر من أكبر محلات بيع منتجات الثقافة والفن والأدب في الكويت، الواقع في أهم وأكبر مجمعات التسوق الذي يعمل فيه قرابة مائة شخص والمرتبط بعشرات الشركات الذي يحتوي على بضائع تقدر بملايين الدنانير وبداخله فرع بنك يتعامل مع آلاف الزبائن، اضافة للالاف من زبائن المحل الآخرين، فقد أغلق يوم الخميس الماضي، ولا يزال حتى ساعة كتابة هذا المقال مغلقا اداريا، دون أن يعرف أصحابه بعد مرور 48 ساعة السبب!! الى هنا قد تبدو القصة عادية ويمكن أن تحدث لأية مؤسسة تجارية مخالفة!! ولكن ما هو غير عادي، ومخجل في الوقت نفسه كان في طريقة وتوقيت الاغلاق حيث بين كيدية القرار، وأن الامر لا علاقة له بمخالفة تافهة تخص بيع كتاب لم يصدر أمر منع واضح بشأنه!
لرجال المباحث طريقة 'معروفة' عند الرغبة في الانتقام من شخص مطلوب تكمن في قيامهم بالقبض عليه في ساعة متأخرة من يوم خميس او يوم سابق لعطلة طويلة بحيث تقل فرصته في الاتصال بأي مسؤول ليقوم بمساعدته واخراجه من السجن، فالجميع سيكون إما مسافرا أو في الشالية أو في البحر!!
ما حدث في قضية 'فيرجن' يشبه ذلك حيث عومل هذا المحل المعروف الذي يحتوي على أكثر من 200 الف صنف وعنوان كمجرم قذر مطلوب الانتقام منه، حيث ذهبت قوة ضبط وربط وزارة الاعلام في التاسعة من مساء الخميس الماضي وأغلقت المحل بالشمع الأحمر!
لمجلس الوزراء بكامل ما فيه من 'معالي' اتخاذ أي اجراء يراه مناسبا لتطبيق القانون ان تم تجاوزه، وفي هذه الحالة لم يحدث ذلك ولكن ليوفروا علينا كل هذا الصخب والضجيج المتعلق بالاصلاح والتنمية والانفتاح الاقتصادي، فقد سئمنا سماع هذا الكلام في دولة لا تزال أحزاب 'أبو نفرين' هي التي لها الكلمة العليا فيها!!
إن ما حدث لمحل 'فيرجن' يشبه قصة المناخ في ناحية منه، فهناك من لا يريد لقصص النجاح أن تستمر!!

الارشيف

Back to Top