العمر.. وما أدراك ما العمر

هل حاولت يوما الحملقة في وجوه من يقاربونك عمرا والقول في داخلك بأنك لا يمكن أن تبدو بمثل ذلك الكبر؟ غالبيتنا فعل ذلك، وبالذات النساء.
فالكثيرون يعتقدون أن الآخرين فقط هم الذين يتغيرون ويبدو عليهم الكبر، أما هم فلا يمكن أن يبدوا بمثل ذلك الكبر!
دعونا نقرأ قصة السيدة 'جين سميث'، المترجمة بتصرف بسيط من الانترنت: كانت 'جين' جالسة في غرفة انتظار طبيب اسنان في أول موعد لها معه. كالعادة أشغلت 'جين' نفسها بقراءة صحف ومجلات العيادة ولكن بعد فترة تركتها ودارت ببصرها على اللوحات المعلقة على الحائط والتي كانت بينها شهادات التقدير والتخرج الخاصة بالطبيب مدون عليها بحروف كبيرة اسمه الكامل. وعند قراءة الاسم مرة ثانية قفز الى ذهنها صورة شاب طويل ووسيم بشعر كثيف أسود يحمل الاسم نفسه كان معها في السنة النهائية بثانوية المنطقة التي كانت تسكنها قبل 40 سنة تقريبا. وأخذت تتساءل عما إذا كان هو ذلك المراهق اللعوب نفسه الذي كانت تكن له مشاعر ود قوية، من دون ان يدير لها بالا أو يعرف عن مشاعرها الدفينة شيئا!
ولكن ما إن طلبت منها ممرضة الطبيب الدخول ووقع بصرها على الطبيب حتى غيرت رأيها في أن يكون هو الذي كانت تعتقده، وأن في الأمر مصادفة وتشابها في الاسم، فالذي كان يقف امامها كان صاحب رأس كبير أصلع الا من شعيرات بيضاء قليلة ناحية الصدغين. أما وجهه فقد كانت الأخاديد العميقة تشقه من كل صوب بحيث جعلته ابعد ما يكون عن صورة ذلك الفتى الغر والوسيم الذي كانت تهيم به. كما ان بطنه الكبير الذي كان يسبقه كان ابعد ما يكون عن صورة ذلك الرياضي الذي كان مثار اعجاب الكثير من زميلاتها، ولكن مع كل ذلك كانت بعض ملامحه تقول إنه قد يكون الشخص نفسه، ولكي تقطع الشك باليقين سألته عما إذا كان سبق وأن درس في المدرسة الثانوية المركزية فأكد لها ذلك بفخر واضح. وعندما سألته عن سنة التخرج قال: عام ،1957 وكانت تلك هي السنة نفسها التي انهت فيها دراستها في تلك الثانوية! وهنا سألها الطبيب عن سبب كل اسئلتها تلك. فقالت بتردد، وخجل واضحين، خوفا من ان يتعرف عليها ويعرف قصة هيامها السابق به: 'لقد كنت يوما ما في فصلي'!
وهنا حملق ذلك الطبيب، ذو النظر القصير والرأس الاصلع، وصاحب البطن الكبير والمخيف، والوجه الممتلئ بالأخاديد، حملق في وجه 'جين' متفحصا ومحاولا تذكر أمر ما، وعندما يئس من ذلك نظر إليها وقال:
'.. أها.. وماذا كنت تدرسينا في تلك السنة؟!'.

الارشيف

Back to Top