وجادلهم بالتي هي أحسن'

قام السيد محمد عمارة الكاتب المصري المنتمي لتنظيم الاخوان المسلمين بنشر مقال في صحيفة مصرية في الاول من اكتوبر الماضي حاول فيه الرد على كلمة البابا بنديكتوس السادس عشر التي ألقاها في ألمانيا قبل اكثر من عام، والتي تضمنت انتقادا للاسلام والمسلمين. وقد ورد في المقال التالي:
'.. ان تخوف البابا من الاسلام يعود الى تراجع مركز البابوية مقارنة بصعود الاسلام!! ( ومن الواضح هنا ان السيد عمارة يشير الى قيم رقمية صماء لا علاقة لها بالنوعية، هذا مع افتراض صحة ما يدعيه). ويستطرد بأن هناك ما يقارب العشرين ألفا يعلنون اسلامهم في اميركا كل عام، وما يزيد على هذا العدد في اوروبا، وان الاسلام في دولة كاثوليكية كبيرة في اوروبا كفرنسا يعتبر دينها الاول من حيث عدد الملتزمين بتعاليم الدين، لان مسيحيي فرنسا لا تذهب الا نسبة 5% منهم لقداس الاحد! (وهنا ايضا لم يتبرع السيد عمارة بتوضيح نسبة الملتزمين بالذهاب الى المسجد للصلاة خمس مرات في اليوم، سواء بين مسلمي فرنسا او اميركا، او حتى عالمنا نحن)!
ويسخر السيد عمارة في مقاله من الكنيسة الكاثوليكية، ويصفها بالضعف، لانها تعاني من نقص شديد في عدد الرهبان الجدد، سواء في اوروبا او افريقيا. ويقول ان الشذوذ الجنسي بين رجال الدين والاطفال منتشر بشكل كبير الى درجة ان المخابرات المركزية الاميركية قامت، حسب زعمه، باستغلال الامر وتهديد الكنيسة الكاثوليكية بكشف الامر ان هي تقاعست او ترددت في تأييد حرب اميركا على العراق عام 2003!! (وهذه لا شك من تخيلات السيد عمارة)! واضاف في القول ان 70 في المائة من كاثوليك الولايات المتحدة يستخدمون موانع الحمل، على خلاف موقف كنيستهم من هذا الامر! (ونحن نزيد عليه بالقول ان نسبة عدم الملتزمين بأوامر الكنيسة في اوروبا عامة، ان صح ادعاؤه في ما يتعلق بأميركا، تزيد على نسبة 70% كاثوليك اميركا). ولكن لو افترضنا ان هذه هي الحال لديهم من واقع استطلاعات الرأي وارقام المبيعات، فما هي الحال لدينا؟ من يعرف ما يماثل هذه الارقام في دولنا؟ وهل نحن على استعداد، كأفراد، لنعترف باستخدام موانع الحمل؟ أليس من المخجل ان نسخر من الآخرين وننعتهم بكل بذيء من الصفات في الوقت الذي لا نعرف فيه شيئا عن عاداتنا وتقاليدنا، لانها ببساطة هي التي تمنعنا من القيام بمثل هذه الاستقصاءات والدراسات، لانها 'عيب'؟! نقول ذلك مع الحرص على عدم التطرق لحالات ونسب الشذوذ في بلادنا!
ويستمر السيد عمارة في نشر علمه الواسع في القول ان 74% من المسيحيين يتصرفون في المسائل الاخلاقية من واقع ضمائرهم وليس من واقع التعاليم الكنسية، وان هذا يقلق البابا. ويستطرد قائلا ان هذا يظهر مدى امتياز الحلول الاسلامية. ويقول ان في جمهورية جنوب افريقيا مثلا هناك 50% من السكان مصابون بمرض الايدز، بينما لا اثر لهذا المرض في الصومال! (لا شك في كذب هذا الادعاء، وهو لا يختلف عما سبق وان ذكره زميله 'زغلول النجار' قبل سنوات عندما ادعى بانه نجح في اقناع 20 ألف جندي اميركي باعتناق الاسلام وذلك اثناء فترة اقامتهم القصيرة في السعودية قبل تحرير الكويت)! ان مجرد ادعاء السيد عمارة بان اكثر من 22 مليون نسمة من شعب جنوب افريقيا مصاب بالايدز يبين مدى هشاشة كل ما اورده في مقاله من معلومات. اما القول ان الصومال لا يوجد فيه ايدز، فانه ادعاء غريب، حيث ان تلك الدولة لم تتوافر لها حكومة شرعية ومستقرة منذ اكثر من عشر سنوات فمن اين استقى معلوماته الصحية عنها وعن اعداد مرضى الايدز فيها؟!
ويختتم السيد عمارة مقاله، الذي لا شك سيسهم كثيرا في التقارب الاسلامي - المسيحي و'تلاقح الحضارات'، بالقول ان الجميع يعلم بان اقتصاد اوروبا يعتمد على ثلاثة انواع من التجارة: السلاح، المخدرات والدعارة! وهكذا بين لنا ما كنا نجهله عن اقتصاديات اوروبا وعن الاقتصاد والتجارة بشكل عام!
نتمنى على السيد عصام البشير، امين عام 'المركز العالمي لنشر الوسطية' اعتبار مقال السيد عمارة من وثائق المركز الحاثة على التسامح!
ان سبب حرصنا على نشر بعض من كلام السيد عمارة يعود الى كونه صادرا عمن تصفه جميع وسائل الاعلام ب'العالم والمفكر'! ومن ذلك نتبين فضل جهلنا علينا!.

الارشيف

Back to Top