أحمد والبرقع (*)

كتبت سيدة كندية رسالة إلى حكومتها تحتج فيها على المعاملة السيئة وغير الانسانية التي يتعرض لها السجناء في معسكرات الاعتقال في افغانستان، وتلقت السيدة بعدها بأيام الرد التالي من رئاسة الدفاع الوطني:
«عزيزتي المواطنة المعنية بالأمر..
شكرا لاهتمامك العميق بالطريقة التي يعامل بها الارهابيون من طالبان والقاعدة الذين يتم القبض عليهم من قبل القوات الكندية، والذين يتم تسليمهم الى الحكومة الافغانية التي تقوم بوضعهم في مراكز وسجون اصلاحية.
ان ادارتنا تأخذ بجدية ملاحظاتك، والتي سمعت بوضوح هنا في العاصمة «أوتاوا». وربما ستسعدين عند سماعك اننا قمنا، والشكر لأمثالك من المواطنين الصالحين، بانشاء ادارة تحت مسمى «برنامج قبول الليبراليين للمسؤولية عن القتلة»! وطبقا لقواعد هذا البرنامج فقد قمنا باختيار احد ارهابيي طالبان ليتم نقله، تحت الحراسة المشددة، الى كندا ليكون تحت عنايتك واشرافك بمكان سكنك في «تورونتو». واسم المعتقل علي محمد احمد، ويمكنك مناداته بأحمد فقط. على ان تتم معاملته والعناية به طبقا للقواعد والنظم التي قمت باقتراحها علينا في رسالتك، وهنا ننصحك باستئجار من سيساعدك في مهمة العناية بأحمد، وسنقوم اسبوعيا بزيارتك للتأكد بأنك تقومين بالعناية بالسجين بالمستوى نفسه الذي سبق ان طلبت منا تطبيقه، في رسالتك تلك، على اسرانا في افغانستان. وعلى الرغم من ان احمد قاتل محترف وشديد الميل إلى العنف، فإننا نأمل ان تتمكن «مشاعرك الفياضة» وحساسيتك المفرطة من التغلب على الخلل الواضح في شخصيته، وربما تكونين على حق عندما وصفت تلك الاختلافات بانها «اختلافات ثقافية، ووفق علمنا فإنك سوف تقومين بتوفير استشارات نفسية للسجين، وستقومين كذلك بتوفير بعض المعلمين له، ولعلمك فإن احمد ماهر في العراك باستخدام الايدي والارجل، وبامكانه القضاء على خصمه باداة بسيطة كقلم الرصاص او حتى مقص أظافر، وننصحك بعدم الطلب منه اظهار هذه المهارات في دروس اليوغا المقبلة التي سيرافقك فيها. كما انه ماهر في صنع القنابل والمتفجرات من مواد منزلية بسيطة، وربما يلزمك ابعاد هذه المواد عنه، الا إذا كنت. تشعرين بأن اخفاء تلك المواد عنه قد «يجرح مشاعره»، وربما ستجدين احمد غير ميال إلى خلق اي اتصال بينك وبين بناتك، بسبب نظرته الدونية إلى المرأة بشكل عام، ومعروف عنه عنفه مع النساء، وخاصة غير الملتزمات بارتداء «البرقع»، ولا تنسي يا سيدتي ان كل هذه الامور تقع ضمن «الاختلافات الثقافية» بيننا وبينهم، والتي سبق ان أشرت اليها في رسالتك.
نشكرك مرة اخرى لاهتمامك بسلامة هؤلاء السجناء، ونشعر بالامتنان حقا عندما يقوم مواطنون من امثالك بتعليمنا كيفية القيام بعملنا وبكيفية التعامل مع اعدائنا.
نرجو الاهتمام بصحة وسلامة احمد النفسية والبدنية، ولا تنسي اننا سنراقبك جيدا، ونتمنى لك الصحة والسلامة.
وزارة الدفاع الوطني.
(*) منقول بتصرف عن الانترنت.

الارشيف

Back to Top