تجربة أنجوس مع الوزن

يعتبر فقد الوزن هاجس الكثيرين، سواء كان الهدف الحصول على جمال الجسد، أو للحفاظ على الصحة واللياقة، أو لتجنّب أمراض السمنة، التي لا تعد. تسبب هذا الهاجس المستمر والمقلق للكثيرين في تحقيق شركات الأدوية مئات مليارات الدولارات من مبيعات الإبر وأدوية وحبوب التخسيس، خصوصاً بعد أن نجحت الإبر في إنقاص أوزان، الذين لم يحققوا نتائج كافية عبر الحمية والرياضة، وأهم هذه الإبر مونجارو وأوزمبيك، وساكسندا، التي تحاكي هرمون glp-1 في الجسم، مما يؤدي إلى تقليل الشهية، وإبطاء إفراغ المعدة، وزيادة الشعور بالشبع، كما أنها تساهم في تحسين التحكم في سكر الدم، وزيادة حرق السعرات الحرارية، ويقال إنها تساعد في فقدان من %10 - %20 من الوزن عند استخدامها، بطريقة صحيحة، مع نظام غذائي صحي ونشاط بدني منتظم.

توصف عادةً هذه الإبر لمن لديهم مؤشر كتلة جسم (bmi) 30 أو أكثر، أو 27 مع مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة، لكن يفضل جداً استخدامها تحت إشراف طبي لتجنّب الأعراض الجانبية والمضاعفات، التي قد تكون خطيرة.

كما أن هناك أدوية خاصة بسد الشهية وحرق الدهون، مثل ليبو 6 (lipo 6): وهو مكمل غذائي يحتوي على مكونات تساعد في زيادة الأيض وحرق الدهون، وتقليل الشهية، ودعم امتصاص الفيتامينات والمعادن، كما أن هناك أدوية تمنع امتصاص الدهون، وأكثرها شهرة أورليستات، التي تمنع امتصاص جزء من الدهون من الطعام، وتخرج مع الفضلات، مما يساعد على تقليل السعرات الحرارية الداخلة للجسم.
* * *
تجاربي مع تخسيس الوزن مستمرة منذ ثلاثين عاماً، ووصلت لقناعة، بعد عودتي من منتجع «شيفا سوم» العالمي، القريب من بانكوك، حيث فقدت قرابة 2 كيلوغرام في اسبوع، كلفني كل كيلوغرام أكثر من 5000 دولار، أن أفضل طريقة لفقد الوزن وأكثرها أماناً، وتحقق وفراً مالياً وصحة أفضل، تكمن في اتباع حمية الصيام المتقطع، التي اتبعتها لأسبوع، خلال مرضي الأخير، فقدت خلاله 3 كلغ، بسهولة نسبية! وعلى من يرغبون بالفعل في فقد أوزانهم اللجوء إلى الطرق الطبيعية، وتجنّب أخذ السموم والمواد الكيماوية.
* * *
نجح الأيرلندي أنجوس باربييري، عام ١٩٦٥، عندما كان يبلغ الـ27 من العمر، بعد معاناة طويلة مع وزنه المفرط، في إنقاص وزنه بشكل غير مسبوق، ربما في التاريخ. فقد استطاع أن يصوم لـ382 يوماً باستمرار، بفضل ما اكتنزه جسمه من دهون، بالإضافة إلى شرب الماء والسوائل الأخرى والمكملات الغذائية، وكان يذهب إلى الحمام مرة واحدة تقريبًا كل 40 / 50 يومًا.

قام أنجوس بتجربته بإشراف طبي، وبرنامج صيام مذهل ومُراقبة طبية، مع فحوصات طبية ودم دورية.

في البداية، كان من المفترض أن يستمر العلاج ٤٠ يومًا فقط، لكن أنجوس وجد نفسه مرتاحًا بشكل غير متوقع، مُعلنًا أن جسده بدأ يعتاد على نقص الطعام، وبفضل رغبته الشديدة في تحقيق الهدف، قرر الاستمرار حتى النهاية، وكانت النتيجة فقده لـ125 كلغ، من وزنه الذي كان يبلغ ٢٠٧ كلغ، ليصل بذلك إلى الوزن المثالي البالغ ٨٢ كلغ. وظلّ تحت مراقبة الأطباء خلال الأشهر والسنوات التالية، وأظهر آخر فحص طبي له، بعد خمس سنوات، أن وزنه ظلّ أقل من ٩٠ كيلوغرامًا، وحافظ على ذلك طوال حياته.


أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top