صحف التابلويد

ظهرت كلمة «تابلويد» tabloid لأول مرة قبل 126 عاما (1884/3/4) عندما قامت شركة صناعة أدوية بريطانية بتسجيل الكلمة بصورة رسمية لحبة دواء بالغة الصغر.
وفي الوقت نفسه تقريبا كانت الصحف البريطانية التقليدية التي تطبع على صفحات عريضة تواجه منافسة شرسة من الصحف الصغيرة التي كانت أقل اهتماما بالأخبار الجادة وأكثر تركيزا على نشر أخبار الفضائح، وهكذا أطلقت تسمية التابلويد على هذه الصحف بسبب صغر حجم صفحاتها ونوعية اهتماماتها، وبحثها الدائم عن الإثارة.
في الكويت، ارتفع عدد الصحف في الفترة الأخيرة من 5 إلى 13 أو ربما 15، ولكل واحدة نكهتها وسياستها، وقلة منها بلا نكهة ولا سياسة. وقد دفعت المنافسة البعض منها لشن حملات إعلانية كبيرة تضمنت مختلف الادعاءات والإغراءات، فواحدة أنها ضمنت لنفسها مكانة بين الصحف الثلاث الأكثر انتشارا. واحتراما لنفسها ولعقل من قرأ الإعلان فإنها لم تسم الصحيفتين الأخريين ولم تحدد مرتبتها بينهما.
كما قامت صحيفة أخرى بالادعاء بأنها الأوسع انتشارا، ولم يمنعها ذلك من الترويج عن مسابقة «سخية» للمشتركين الجدد، علما بأنه لم يسبق لتلك الصحيفة أن أعلنت من قبل أسماء أي من الفائزين بجوائزها.
وقامت صحيفة ثالثة بالاحتفال بسنتها ال‍ـ... والادعاء بأن أرقام توزيعها بلغت 70 ألف نسخة يوميا، وحيث انها تصلني، وبعض من أعرف، مجانا منذ صدورها وحتى اليوم، فبالتالي يصبح بلوغ ذلك الرقم الكبير في فترة وجيزة أمرا محتملا، فأن تطبع مليون نسخة وتوزعها على من هب ودب ليس بالأمر الصعب، إن تجاوزنا التكلفة العالية.
كما ادعت صحيفة رابعة بأنها الأولى.... نموا، أو شيء من هذا القبيل!
قد تكون ادعاءات هذه الصحف جميعها صحيحة، ولكن ما يطبع من أي صحيفة أو ما يوزع منها أو عدد المشتركين فيها لم يكن يوما، إذا ما تركنا العامل المادي جانبا، المقياس الذي به يحكم على مستوى صحيفة ما أو مدى أهميتها السياسية وتأثيرها المعنوي والمادي، وهذا ما يميز «القبس»، وربما صحيفة أخرى معها. فقد كانت «القبس» طوال تاريخها مترفعة على الصغائر كبيرة في مقامها تحترم عقل قارئها. إن شهادتنا فيها ليست مجروحة فلا مصلحة مادية تربطنا بها، ولم ندخل مبناها طوال 17 عاما إلا مرات لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة، ولا أعتقد أن هناك سياسياً أو صاحب قرار لا يقرأ «القبس»، وقد تكون كذلك الأكثر أهمية واحتراما خارج الكويت. ويمكن تلمس ثقلها المعنوي ودسامة موادها عند تصفحها، وكيف نجحت، وخاصة في حلتها المشوقة الجديدة، في المواءمة بين الرصين من المواد والمثير من الأخبار من دون ابتذال، مقارنة بغيرها، داخل الكويت وخارجها، وبالذات ضمن عالم الصحافة العربية.

الارشيف

Back to Top