اغفر لهم يا سيدي *

كثيراً ما تعاملنا الحياة بطريقة غير عادلة، ولكن قلة منا تود مغادرة هذه الدنيا، فبالرغم من كل شيء.. تبقى جميلة.
ويقال ان الزمن كفيل بشفاء كل الجروح، خارجية وداخلية. وما علينا سوى اعطاء الزمن وقتاً لكي يعمل. ومن الحكمة ألا نقارن أنفسنا بغيرنا، فليس بإمكان أحد معرفة ظروف الآخرين وما مر عليها في الحياة.
وقد يكون مهماً أن نعرف أن ليس مطلوباً منا النجاح في كل نقاش، والأهم أن نتفق مع غيرنا على أن نعيش معاً ولو بغير اتفاق.
جميعنا تقريباً يرى أحلاماً في منامه، ولكن ما هو أجمل أن نحلم ونحن مستيقظون وفي كامل وعينا.
الكثيرون يعطون أهمية قصوى لصورتهم في أعين الآخرين، والحقيقة أن هذا ليس من شأننا، وبالتالي لماذا نفكر به أصلاً، ونهتم بما يفكر به الآخرون عنا، فلندعهم وشأنهم.
جميعنا مشغولون بحياتنا، ولكن علينا أن نقضي وقتاً أطول مع من هم دون السابعة من العمر وأولئك الذين فوق السبعين.. ربيعاً، فبهم تختزل الحياة.
لا تتردد في اشعال الشمعة الكبيرة التي اشتريتها ولا في استخدام الشراشف الجديدة التي تحتفظ بها لمناسبة خاصة، وأن تخرجي طقم الصحون الفاخر من علبته ووضعه قيد الاستعمال، فليس هناك مناسبة أحسن من اليوم، وليس هناك من هم أعز من الأهل، فكل يوم هو يوم خاص، وان ذهب فلن يعود أبداً.
قد يسعدنا مشاركة الآخرين صخبهم، وحتماً يمتعنا الاستماع لشدو جميل أو موسيقى رائعة، ولكن من المهم أن نعطي أنفسنا كل يوم ولو عشر دقائق من الصمت التام، وسنكتشف كم هو رائع ذلك الشعور.. بالصمت!
بالرغم من أهمية العمل في حياتنا فانه لن يقف بجانبنا ان مرضنا. وحدهم الأصدقاء والأهل من يجيدون ذلك، فلا تقطع الاتصال بهم، وارفع سماعة الهاتف الآن وقل مرحباً لأم أو أب أو لصديق أو قريب.
وأخيراً ليس هناك من يهتم بسعادتك أكثر منك، والحياة فعلاً أقصر من أن نضيعها في كراهية الآخرين، حتى أولئك الذين أساءوا الينا، بمن فيهم أنت يا مشعل ملحم، فأنا لا أحقد عليك ولا أكرهك.
***
(*) من قراءاتي

***
• ملاحظة: انتقد أحد القراء بشدة اختصار جميع ألقاب سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم، حاكم دبي، ورئيس وزراء دولة الامارات العربية المتحدة، في مقال لنا عن تجربة دبي، والاكتفاء بمخاطبته بلقب «سيدي»، وقال ان في هذا نوعاً من التذلل الذي لا يليق بالليبراليين من أمثالي!! وربما نسي أن لقب سيدي يستخدم لمخاطبة رئيس أي دولة، ولو كان هو عضواً في مجلس الأمة لاضطر لمخاطبة رئيس المجلس بـ«سيدي الرئيس».

الارشيف

Back to Top