فضيحة الأوقاف

أعترف بأن غصة انتابتني وحزنا غريبا غمر قلبي عندما قرأت حيثيات المؤتمر الصحفي الذي عقده وكيل الأوقاف، السيد عادل الفلاح، مع وزير الإعلام(!!) الشيشاني في 2009/11/21 (جريدة الوطن)، وما ورد في المؤتمر من أن الوكيل قدم دراسة لمجلس الوزراء للصرف على إنشاء مستشفى للأطراف الصناعية في....البوسنة! وأن الوكيل، الذي لا يعلم أحد متى ستنتهي وكالته، قطع خطوات عملية كبيرة لإنشاء مركز للوسطية، ليس في البصرة أو طرابلس أو الجهراء أو حتى في الخرطوم بل في.. روسيا! وتساءلت عن سبب اختيار روسيا بالذات، وعن سبب تصدي «الأوقاف»، وليس الصحة مثلا، لإنشاء مستشفى في البوسنة، والاتفاق مع وزير إعلامها، وهل لدينا في الكويت أصلا ما يماثل هذا المستشفى؟
زالت الغصة واختفى الحزن بعدما قرأت ما ورد في الصفحة الأولى من القبس (3/2) بأن وزارة المالية خفضت ميزانية وزارة الأوقاف من 131 مليون دينار إلى 11 مليونا بسبب المبالغة الكبيرة في تقدير ميزانيات المشاريع، حسب كلام المالية، وهذا يعني إضافة الى كونها المرة الأولى التي تتعرض فيها ميزانية وزارة لمثل هذا التخفيض المخجل بحق من أعد أرقامها، فإنها تتضمن صفعة واتهاما بالتبذير المتعمد لمن أقر أرقامها!
وبقراءة سريعة لبعض بنودها يتبين سبب التخفيض المسيء والمخجل:
8 ملايين دينار للصرف على إعلاء فكر وثقافة الوسطية في المجتمع، وتعزيز حوار الحضارات! وهذا المبلغ كان سيضيع مع مبلغ العشرة ملايين التي صرفت على الموضوع نفسه والنتيجة صفر، ومع هذا خصصت له المالية مليونا و600 ألف دينار (يا حرام!).
مليون دينار لإنشاء مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة، والمالية لم تعتمد المبلغ لانتفاء علاقة الأوقاف بمثل هذه الأنشطة (عيب!)
أكثر من 4 ملايين للصرف على الرعاية الشرعية والتربوية (من غير تحديد!) وصرف مبلغ مماثل على توجيه الثقافة الإسلامية (!).
وخصص مبلغ 600 ألف لإعادة تأهيل عدد من المساجد، وصرف مبلغ أربعة ملايين ونصف المليون على «تجديد» عدد من المساجد، و35 مليون دينار لصيانة المساجد!!
ثم تأتي الطامة في صرف 19 مليون دينار لتطوير الأداء المؤسسي ورعاية الإبداع والتميز في وزارة الأوقاف(!!) ولو افترضنا أن عدد موظفي الوزارة الذين بحاجة لتطوير أدائهم يبلغ 500 موظف فمعنى ذلك أن نصيب الفرد سيكون بحدود 38 ألف دينار، أي 130 ألف دولار، وهذا يساوي 16 ضعف تكلفة دراسة الهندسة في أي جامعة عالمية، وليس تدريبا لا تزيد ساعاته على ثلاث في وزارة كالأوقاف، وخاصة أن المحاضرين سيكونون حتما من قيادات الوزارة.

***
• ملاحظة: طرحت وزارة التربية مناقصة شراء 71 ألف جهاز كمبيوتر لتوزيعها على طلبة المرحلة الثانوية خلال العام الدراسي القادم. شكرا للوزيرة السيدة موضي الحمود التي أصبحت مكانتها أقرب كثيرا لعبد العزيز حسين التركيت، رائد التعليم الحديث في الكويت.

الارشيف

Back to Top