قصة أبو غزالة مع «الدنيا كلها»

ألقى السيد طلال أبو غزالة محاضرة في جمعية المحامين، وقدمه رئيسها على أنه «فقيه» و«دكتور»!
بدأ المحاضر كلامه بالقول انه سيتحدث في 5 مواضيع؛ فضل الكويت عليه، ثورة المعلومات، الرقمنة في القضاء، ونماذج متقدمة، ولم يذكر الموضوع الخامس.

أسهب الضيف، خلال ساعة، في الحديث عن حياته الشخصية والمهنية وما حققه من نجاحات، والمناصب التي تولاها، وكان يعود لقصصه الشخصية طوال المحاضرة، ولم ينس لوم الكويت لأنها، بعد التحرير، لم تسمح له بالعودة لها، فقط لأنه فلسطيني!! وهذا تجن واضح، فالقرار لم يتعلق به، بل بمواطني خمس دول عربية، وقفت قياداتها وغالبية شعوبها مع صدام!

ربما كان الغرض من المحاضرة الاستماع لما لدى الضيف من إضافة عن «رقمنة القضاء»، إلا أنه لم يضف شيئا أبدا لما هو معروف، وأفاض في الحديث عن قصته مع الرئيس السادات، المصري، ونائب الرئيس الأمريكي نلسون، كيف اختاراه، في عام 1977، وهو العربي الفلسطيني، الذي لم يبلغ الثلاثين من العمر، ليضع خطة تطوير النظام الإداري في مصر وكيفية التخلص من البيروقراطية!!

ذكر السيد أبو غزالة ان البشرية مرت بثلاث ثورات، زراعية وصناعية، وثورة صناعة السيارات والأدوات الكهربائية (!!).

وقال انه ألف أول كتاب «في الدنيا» عن الذكاء الاصطناعي، علما بأن العالم البريطاني آلن تورينغ كتب عنه عام 1956، وهو موضوع تحدث وكتب عنه الآلاف. كما ذكر أنه «انتخب» لوضع سياسات الذكاء الاصطناعي، من قبل الأمم المتحدة. وان شركته ستكون في سنة 2025 الأكبر «في الدنيا» في عالم الملكية الفكرية، ورقم واحد، وقائدة العالم في حمايتها، وأكبر مما هو موجود لدى أمريكا والصين. وانه يعمل الآن على مشروع لتغيير التعليم «في الدنيا» كلها. وأنه اشتغل في كل أشغال «الدنيا»، وقام بإعداد أول دراسة عن التغير المناخي «في التاريخ»، وأنه أكثر من وضع معايير الاتحاد الدولي لمكاتب المحاسبة، وغيرها، على «مستوى العالم».
* * *
عندما أصبحت أمريكا دولة مستقلة، كان طريقها إلى الأمام غير واضح، باقتصادها البدائي المعتمد كليا على الزراعة والواردات، ووجد الآباء المؤسسون تاليا، وقبل البدء بالتصنيع، ضرورة وجود قانون فدرالي يحمي الملكية الفكرية، وبراءات الاختراع والعلامات التجارية، لذا عمل واشنطن وماديسون، على وضع التشريعات التي تهدف لحماية حقوق المخترعين. ورأوا أن الملكية الفكرية هي ملكية عقارية، وأن منشئ تلك الملكية له الحق في التمتع بفوائد عمله الشاق، واعتبرت حماية هذه الحقوق مسألة أساسية من مسائل العدالة، وهذه الحماية ستكون المفتاح لتحقيق الاستقلال الاقتصادي، وكان ذلك قبل أكثر من 200 عام، ويأتي من يدعي اليوم أنه أول وأكبر وأفضل من كتب عن الملكية الفكرية!

تم وضع قانون حقوق التأليف والنشر، في أمريكا، عام 1785، وكان لتوماس جيفرسون دور في تقييد الاستخدام الحر للابتكارات، ووضع قوانين الملكية الفكرية الحديثة، وقواعد ما يمكن تسجيله كبراءة اختراع.

قد تبدو الملكية الفكرية وكأنها اختراع من اختراعات العالم الحديث، كما يريد البعض إقناعنا، لكن الموضوع يعود لأزمنة طويلة، ومع هذا يصر البعض على أنه أول من تحدث فيها وأول من وضع كتابا «في الدنيا» عنها.
* * *
تفنيد كل ما جاء في محاضرة المحاسب القانوني الأخ طلال يحتاج لعدة مقالات. للمهتمين بموضوع المحاضرة، الاستماع لها من خلال:

https://www.youtube.com/watch?v=f5wtvkdohr0

ملاحظة: بناء على ما ذكره الأخ طلال من أن كل المعارف موجودة على الإنترنت، فقد بحثت ووجدت النص التالي:

يُطلق على أبوغزالة لقب الأب الروحي للمحاسبة العربية، كما يُنسب له الفضل «في تعزيز» أهمية الملكية الفكرية في «العالم العربي»!

وهذه أمور تكفيه فخرا، ولم يكن بحاجة لأن يشطح بأفكاره بعيدا.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top