اللعنة على الإنترنت

تعتبر الإنترنت اعظم مصدر معلومات وأعمق أداة تسلية وتثقيف في تاريخ البشرية، ولو كانت مكانا يقصد له أو شخصا يخاطب لأصبحت محجا لكل طالب معرفة أو فكر أو باحث عن المعلومة أو الحقيقة، والإنسان لم يعرف مصدرا أكثر عمقا وحكمة وفائدة منها، ومع كل هذه المكانة التي تتمتع بها الإنترنت إلا أن بالإمكان، من دون خوف، توجيه اللعنة لها وقت نشاء، ونعتها بما نشتهي من اوصاف من دون أن تطولنا عصا الطاعة، أو سوط مشرع جاهل، وسبب اللعنة أنني كنت لسنوات طوال غير مولع بمشاهدة التلفزيون، ولا أزال. كما لم أحضر يوما جلسة استجواب برلمانية، ولكن الإنترنت أصبحت تنقل لي ما يدور في تلك الجلسات، التي أصبح البعض فيها موضع سخرية وتندر، بالرغم من محاولات غالبية النواب إضفاء نوع من الجدية أو الصدقية لاستجواباتهم. وكنت أعتقد أن النواب لا بد أن امتلكوا يوما حدا أدنى من الموهبة أو الكاريزما، الجاذبية الشخصية، وأنهم مفوهون، وأقوياء في حججهم، وهذا مفترض، فهم لم يفوزوا بأصوات وثقة ناخبيهم بالقوة أو المال، ولكن بالحجة والكلمة، ولكن بالاستماع لكلمات ومشاركات هؤلاء في مجلس نجد أنهم في الغالب متواضعون فكريا وخطابيا، ويفتقدون حتى النطق السليم لأبسط الكلمات، وبدلياتهم لا تعد ولا تحصى. ولو أخذنا النائبين، محمد هايف وعدنان المطوع كمثالين لوجدنا أنه لم يعرف عنهما استخدام اي وسيلة غير شريفة أو مشروعة للوصول للنيابة، وبالتالي من المفترض القول إن خطاباتهما وحججهما هي التي أوصلتهما للبرلمان، ولكن بما أن الاثنين يشكوان من ضعف كبير في الخطابة، والكاريزما، ويقلبان المذكر مؤنثا، والعكس، في خطاباتهما، فلا بد انهما نجحا بطريقة لا علاقة لها بالخطابة ولا المال! وبالتالي لا بد انهما نجحا من خلال التلاعب بمشاعر ناخبيهما وتخويفهما من الآخر او ما يشكله وصول الآخر للبرلمان من خطر عليهم، أو انهما حماة الدين، والمذهب، وعلى ناخبيهما عدم التخلي عنهما. هذا المنحى الخطير لا يمكن القضاء عليه بسهولة، بل يتطلب الأمر جهدا كبيرا، ومن هنا كانت مطالباتنا بتعزيز المناهج الدراسية بما يعزز الوحدة الوطنية، التي لا تقترب منها حاليا ولا تلتفت لها أو تعطيها ما يكفي من اهتمام، وبالتالي نجح وسينجح الاستقطاب الطائفي دائما!

الارشيف

Back to Top