قصتان خياليتان.. بينهما كرة قدم

هاتان قصتان من الخيال يفصل نصف قرن تقريباً بين أحداثهما الخيالية، الجامع بينهما قطعة جلد مستديرة تسمّى «كرة قدم».
***
بدأت أحداث القصة الخيالية الأولى عندما كشفت السلطات الأمنية عن تورّط لاعب كرة قدم في فضيحة اعتداء غير أخلاقي على صبية، وأحيل اللاعب إلى التحقيق وتم التحفظ عليه.

لتزامن وقوع جريمته مع قرب سفر منتخب الكويت لكرة القدم، عندما كان في قمة مجده، للمشاركة في دورة حاسمة على أرض خليجية، وحيث إنه من «كبار لاعبي الفريق» فقد تعالت مطالبات ثلة من «الشرفاء» لإطلاق سراحه، ليمثل «دولته»، ويحقق النصر لفريقه، ويعود بعدها بالكأس ولزنزانته بانتظار محاكمته.

برر «المتوسطون الشرفاء» بأن الأمر «سيتم بسرية»، و«لا من شاف ولا من دري»! وذهب الجميع بعدها لأداء صلاة الظهر، وبراءة الأطفال تشع من أعينهم!
***
أما أحداث القصة «الخيالية» التالية فقد وقعت مع تلقي دورية شرطة شكوى عن قيام مجموعة من المستهترين بالصيد الجائر في منطقة آهلة بالسكان. تبين للدورية عند وصولها وجود خمس سيارات يمارس ركابها الصيد بـ«الشوازن»، ولا تحمل مركباتهم لوحات أرقام.

هرب الجناة، وبعد مطاردة طويلة وخطرة، تم إيقاف مركبة وتبين، ويا للهول، أن أحد الجناة «ضابط شرطة» والآخر «معلم»!!

وجهت للمتهمين التهم التالية:

1 ــ استهتار ورعونة في قيادة مركبة.

2 ــ عدم الامتثال لطلب الدورية بالتوقف ومحاولة الهروب.

3 ــ إزالة لوحات المركبة عمداً لإخفاء هويتها.

4 ــ إطلاق نار في منطقة مأهولة بالسكان.

5 ــ القيام بالصيد الجائر.

6 ــ عدم حصولهم على رخصة صيد.

7 ــ الاعتداء باللفظ والتصرف على رجال الدورية.

***
تم التحفظ على المتهمين، ولكن بعد ساعة تقريباً حضر نائب، وطلب إطلاق سراح الجناة، وبعد «مباراة» شد وجذب بين ممثلي السلطة التنفيذية وممثل السلطة «التشريعية»، كانت الغلبة للأخير، وصدر أمر بإطلاق سراح المتهمين، من دون تسجيل قضية بحقهما، ربما بعد أن تبين أن من أنيط به «حفظ القانون»، له علاقة بكرة القدم، كما كان الحال في الحادثة الخيالية الأولى، وأن والده «مفتاح انتخابي»! واستحق الأمر بالتالي تدخل جهات متنفذة لمصلحته ورفيقه في الجريمة، كيلا يؤثر القبض عليهما على أداء فريقنا الوطني لكرة القدم الذي من المقرر أن يلتقي فريق «إنكلترا» في مباراة دولية على كأس العالم، في منتصف رمضان.

***
وهنا أيضاً ذهب الجميع، بعد صدور الأمر بالتستر على الجريمة، لأداء صلاة الظهر. وذهب رجال الدورية معهم، لأداء ركعة إضافية شكراً للرب لأنهم لا يزالون على قيد الحياة، ولم يقتلوا في الحادث، ولم يلق القبض عليهم، لأنهم خاطروا بحياتهم وهم يؤدون واجبهم!

***
السؤال: هل من حقنا أن «نتمنى» تدخل جهة عزيزة أعلى لوضع خاتمة سعيدة للقصة الخيالية الثانية، خاصة أن وضعنا الكروي ميئوس منه أصلاً!

ملاحظة أخيرة: يا جماعة، إحنا نحبكم بصدق، أرجوكم، بس لا تفشلونا كل مرة!

***
فُجعت الكويت بأسرها بحادث الدهس الإجرامي الذي تعرّض له أحد عناصر الأمن على نقطة تفتيش مسائية.

معالي وزير الداخلية، ماذا عن الجاني؟ ومتى ستصدر الوزارة بيانًا واضحا يضع حدا للقيل والقال؟

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top