أمور الدكتور الشيخ الأربعة

عدد «الأمة» الكويتية مليون ونصف، ولو أعطيت الفرصة للكثيرين منهم ليصبحوا «وزير صحة» في هذه الظروف، لما رفضوا المنصب، وستسمع حينها من كل منهم خطة وفلسفة وسياسة وطريقة مختلفة عن الآخر لإدارة الأزمة الحالية.
لست من المعجبين بوزير الصحة، وأعتقد أنه أخفق في أمور، ووفق في أخرى، ولكن روما تحت «إثلة الخالد» غير روما فوق كرسي الوزارة في الشويخ.
***
وضع وزير الصحة ليس سهلاً، وتردده يعود إلى كثرة أعدائه، وشراستهم، وهذا أوقعه في أخطاء، وإرباك في إصدار القرارات والعودة عنها، والعودة لها ثانية، كل ذلك خلال ساعات، وربما بضغوط خارجية، وهذا ما يجعل وضعه غير سهل.

فمؤيدو الإغلاق لا يتفقون معه.

ومؤيدو العودة للحياة الطبيعية لا يتفقون معه.

وأصحاب المدارس والجامعات لا يرحبون بقراراته.

ومجلس الوزراء محتار في أمره، وعاجز عن تقبله وعاجز أكثر عن رفضه.

ومجلس الأمة منقسم بشأنه، بين نائب راض، وآخر رافض، وثالث خاسر، ورابع رابح، والبقية لا تعرف وين الله حاطها.

لن يكون بإمكان هذا الوزير أو أي وزير صحة يأتي إرضاء الجميع في هذه الظروف، أو اجتراع خطة لا مثيل لها يكون فيها الشفاء والدواء والسعادة والقبول والرضا.

فالسماح والتساهل والانفلات ستُفلت وحش كورونا من عقاله، ليفتك بنا جميعاً.

والحظر والانغلاق، الذي دخل عامه الثاني، سيخنقنا لنموت ببطء من العطش وينابيع الماء من حولنا.

لا أدعي امتلاك الحل الأمثل، وحتى شيء قريب منه، ولكني أميل لأن يبقى الوزير في مكانه، للأشهر الستة القادمة، على الأقل، مع التركيز على الأمور الأربعة التالية:

أولاً: تطبيق القانون على الجميع ولا استثناء لأحد، وفرض غرامات فورية على المخالفات وعلى الجميع. فالمزاجية في تطبيق القانون كانت علة ومرض الإدارة الحكومية.

ثانياً: التفكير بعمق قبل إصدار أي قرار، والتمسك به بعدها، وعدم إخضاعه لرغبات هذه الجهة أو تلك، أو تغييره بعد ساعات.

ثالثاً: التفكير جدياً في منع رافضي التطعيم من دخول الجمعيات والأسواق المركزية والمطاعم والمقاهي ومولات التسوق، أو استخدام وسائل النقل العامة، أو السفر.

رابعاً: الإسراع، وبأي ثمن في جلب اللقاحات، وتطعيم أكبر عدد ممكن من السكان، مواطنين ووافدين، وفي أكبر عدد من المراكز والمستشفيات، فالأرقام الحالية وصمة عار لا يمكن أن تمحى من جبين منجزات وزارة الصحة، وكان تعطيل إعطاء اللقاحات خلال عطلة الإسراء والمعراج كارثة صحية وإدارية وأخلاقية لم يستطع أحد هضمها.. أو فهمها.

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top