وردتني رسالة على «الواتس» تتعلق بالأزمة التي يمر بها أصحاب المشاريع الصغيرة. بالرغم من أن الرسالة لقيت انتشاراً واسعاً، مع ازدياد أزمة هؤلاء ومعاناتهم، ولخلق تجاوب أكبر فقد وجدت من الأفضل المساهمة في نشر الرسالة، بالرغم من أنها تتعارض، إلى حد ما، مع مصالحي.

***

يعاني صغار رجال الأعمال من خسائر كبيرة يمكن أن تؤدي إلى شهر إفلاسهم إن استمرت حالة إغلاق أعمالهم التجارية لفترة أطول، خاصة أولئك الذين اضطروا، فوق فقدهم لمدخراتهم، إلى الاقتراض من المصارف لاستمرار عمل متاجرهم. ويدعو النداء، المواطن والمقيم، إلى التعامل أو الشراء من المطاعم أو المقاهي التي تحمل علامات أو ماركات محلية، والابتعاد لفترة عن المتاجر العالمية، التي قد لا تتضرر بحجم الضرر نفسه، الذي يصيب صغار رجال الأعمال. فبدلاً من شراء القهوة من متاجر شهيرة تعود لشركات عالمية لديها عشرات آلاف المتاجر المماثلة حول العالم، وقدرات مالية كبيرة واحتياطيات ضخمة، فمن الجميل و«الوطني» التعامل لفترة مع المقاهي المحلية المماثلة، التي تعود ملكياتها لأصحاب المشاريع الصغيرة، فقهوتهم قد تكون ألذ بكثير وحلوياتهم طازجة ومن صناعة محلية. وما ينطبق على القهوة يسري على مطاعم الأطعمة السريعة الشهيرة والعالمية، والحرص على الشراء من المطاعم المحلية والصغيرة التي تبيع البرغر المحلي، الذي أُعدت مكوناته من لحوم طازجة ومواد محلية، والأهم من ذلك أُعد بأيدٍ شابة وطموحة. وتستطرد الرسالة قائلة بأن أصحاب الماركات العالمية كافة، من أطعمة ومشروبات وغيرهما، سيستمرون أو على الأقل لديهم القدرة على الاستمرار لوقت أطول، إن طالت الأزمة، ولكن مئات أصحاب المشاريع الصغيرة سوف يواجهون الإفلاس قريباً جداً، وبالتالي هم بحاجة ماسة لأن نقف معهم ونمنحهم ثقتنا، ونشتري منهم لحاجتهم الماسة إلى البقاء. وتقول الرسالة بأن علينا القيام بعمليات شراء صغيرة، والتسوق المستقل، والمحافظة على الاقتصاد الوطني عن طريق شراء العناصر التي تحتاجها من أصحاب المتاجر وأصحاب المشاريع الصغيرة، وهذا سيوفر لهم القوة للبقاء على قيد الحياة في أعمالهم خلال هذه الأزمة الاقتصادية العالمية. الوقوف مع أصحاب هذه الرسالة لا يعني، بطبيعة الحال، أن الشركات التي تمتلك ماركات أو علامات عالمية غير وطنيين ولا يستحقون الشراء منهم، بل العكس هو الصحيح، ولكنهم مرحلياً، أكثر قوّة من غيرهم.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw