عندما فَضَحَنا الفريق عبدالفتاح

عيّنت الحكومة الفريق المتقاعد عبدالفتاح العلي رئيساً للفرق الميدانية المكلفة متابعة تطبيق الاشتراطات الصحية وإزالة المخالفات. قامت الفرق، وخلال ثمانية أشهر تقريباً، وغالباً لحيوية رئيسها، بكم كبير جداً من الزيارات الميدانية، أصدرت خلالها 27 ألف إنذار على مخالفات متنوعة. كما أصدرت عشرة آلاف مخالفة تقريباً، وأغلقت 510 منشآت. تسبب كل هذا النشاط في إثارة غضب الكثيرين، خاصة الذين تأثرت «مخالفات مخيماتهم» بها، بعد أن كانوا يتصرفون دون أي إحساس بالمسؤولية، أو وجود من يمتلك السلطة وقوة الشخصية للتصدي لهم. ولو كنت مكان رئيس الوزراء، وقرأت ما قامت به هذه اللجنة من ضبط وربط للكثير من الأمور السائبة، وخلال فترة وجيزة، لما ترددت في جعلها لجنة دائمة، على الأقل لحين انتهاء الأزمة الصحية، فقد تعودت قطاعات كبيرة من المواطنين على التسيب والإهمال وارتكاب المخالفات دون خوف من عقاب. المؤسف أن لجان الفريق عبدالفتاح لم تكشف فقط كل هذا الكم من المخالفات، بل الوضع النتن الذي تعيشه قطاعات واسعة من الأمة، بعد أن أمنت العقاب. فقد طفح الكيل بنا جميعاً من كل هذه الفوضى وهذا التسيب. فواضح من أعداد المخالفات حالة التسيب الكاملة التي نحن فيها، وما يقارب الانهيار في قيم المجتمع، نتيجة اقتناع غالبيته بأن الأمور أصبحت بيد حفنة من النواب الذين لا يترددون في التدخل لمصلحة أقربائهم وناخبيهم، ووجود حكومة لا تتردد في الانصياع لهم، وهذه الصورة هي التي نحتاج لتغييرها. فكيف يمكن تخيل وجود كل هذا الكم من المخالفات في دولة صغيرة وغنية وبها كل هذه الأجهزة الرقابية، وكل دور العبادة والمظاهر الدينية؟ الجواب بسيط، فالغالبية مؤمنة، في الظاهر غالباً، ولكنها داخلياً لا تعرف معنى الأخلاق المجتمعية!!

***

نشد على يد الفريق المتقاعد عبدالفتاح، ونتمنى أن يستمر في «حزمه المعهود»، بالتعاون مع مسؤولي البلدية والصحة. ولو كنت مكانه لما كنت أكثر حماساً وحزماً منه في تطبيق القانون، ولما التفت لاعتراض أية جهة كانت. فأقصى ما سأتعرض هو أن يطلب مني العودة لبيتي، بكرامتي، مرتاح الضمير!!

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top