عبدالخالق.. الفريد من نوعه

يقول صديقنا الدكتور محمود، صاحب التعليم المهني والثقافي العالي، إن خالد السلطان طلب منه يوماً، وكان ذلك قبل ثلاثين عاماً، مرافقته لسماع محاضرة للداعية «عبدالرحمن عبدالخالق». عند انتهاء المحاضرة أو الموعظة بالأحرى، رفع الدكتور محمود يده طالباً توجيه سؤال للداعية عن موضوع المحاضرة، ولكنه فوجئ بقريبه خالد يضع يده على يده ويخفضها، وهو يقول: أنت هنا في حضرة الشيخ عبدالخالق لتستمع وتتعلم وليس لتسأل!

***

ولد «عبدالرحمن عبدالخالق يوسف» في المنوفية، من قرى صعيد مصر، قبل 80 عاماً، ولسبب ما غادر مصر واتجه إلى المدينة المنورة في السعودية، حيث أكمل تعليمه وأصبح مجازاً في الأمور الدينية وعمل مدرساً للدين قبل أن يأتي إلى الكويت عام 1965، وليصبح خلال فترة قصيرة نسبياً من قادة السلفية في الكويت وعلى يده، وبعض أتباعه، تأسست جمعية إحياء التراث الإسلامي، لسان حال سلفيي الكويت، ثاني أكبر الأحزاب الدينية في الكويت بعد حزب الإخوان المسلمين، وتحول «عبدالرحمن عبدالخالق» خلال فترة قصيرة من واعظ إلى ملهم الجماعة وكبير الفقهاء فيها. سعى له جماعته، بعد أن صعد نجمه وزاد نفوذه، لدى السلطات الكويتية ليمنح الجنسية الكويتية، تحت بند «الأعمال الجليلة» وكان لهم ما أرادوا، نتيجة للخدمات التي قدمها فضيلته للكويت وشعبها ومستقبلها. في شريط مقابلة مع السيد عبدالخالق، متوافر على اليوتيوب، ولا يعرف بالدقة متى تم تسجيله، ورداً على سؤال وجه إليه عن علاقته بالكويت وشعبها، قال بالحرف الواحد إنه عندما قدم إلى الكويت عام 1965، من السعودية حيث كان يدرّس، بأنها كانت في الحقيقة، والأمر المعلوم عنها في ذلك الوقت، كانت بلداً بعيد كل البعد عن الإسلام، وكأن الصلة بين الكويت وبين الإسلام والدين الإسلامي قد انقطعت. وكيف أنه فوجئ حقيقة، عندما صلى في عدة مساجد فيها، أنه لم يجد شباناً يصلون، بل كان المصلون جميعاً من كبار السن. وأنه لا يتذكر أنه وجد ملتحياً قط في الكويت، إلا واحداً أو اثنين فقط رآهما في تلك السنة، وتبين له بعد السؤال أن أحدهم تركي...(!!) أي لم يكن هناك ملتحون لا في المسجد ولا في الشارع!! ولعلم هذا الرجل، فإن عدد المساجد في الكويت عام 1965 كان يزيد على 300 مسجد، وربما أكثر. وكان رجال الدين فيها من المواطنين والوافدين ملتحين في أغلبيتهم. وكان بين رفاقي، ومن كانوا بنفس عمري وقتها، ملتحون ومن الذين كانوا يصلون في مسجد القريب من مدرسة الخليل بن أحمد في منطقة كيفان، حيث كانت سكننا حينها. لا أود التعليق أكثر على هذا الموضوع، وأتمنى سماع تعليق ما من السيد عبدالخالق شخصياً على ما سبق أن ذكره في مقابلته تلك، أو على الأقل سماع رأي من أحد محبيه، والمعجبين به، كونه لا يُسأل!!

***

أنتهز هذه المناسبة العالمية السعيدة، وأتقدم بخالص التهنئة للقراء كافة بحلول العام الجديد، متمنياً أن يعود على الجميع بالخير والبركة.

أحمد الصراف  



الارشيف

Back to Top