سيدتي رنا.. أمامك سكة سفر

تقلدت السيدة «رنا الفارس» منصب وزيرة الأشغال خلفاً للسيدة «جنان بوشهري»، التي أبلت أحسن البلاء كأول سيدة تتولى وزارة الأشغال والأشجع في تاريخها المعاصر. وقفنا مع جنان لأنها بالفعل «جننت» كل فاسد وبيّنت حجمه، واستطاعت أن تنفذ وتُصلح ما عجز عنه من أتي قبلها. ومن منطلق إيماننا بالمرأة الكويتية وأحقيتها بتقلد أرفع المناصب، فإننا سنقف أيضاً مع رنا الفارس وندعمها بكل ما نملك من قوة. أمامك يا سيدتي أحد طريقين لتسجلي اسمك في سجل تاريخي مشرف، أو آخر غير معروف الاسم! السكة الأولى: لكي تنجحي ويستمر بقاؤك في منصبك مع أقل ما يمكن من صداع هو أن تكثري من استخدم حاضر، صار، ويصير وتم! وعندما تغادرين بيتك صباح كل يوم في طريقك إلى الوزارة أو لاجتماع أي المجلسين، اتركي خلفك ضميرك في «كبت الماما»، حيث احتفظ إمام المسجد السابق بملايينه العشرة التي حصل عليها....واختفى تماماً من الحياة السياسية!! عليك بمداهنة النواب في المجلس والإنصات جيداً إلى طلباتهم، ولو تضاربت. فقد يطلب منك أحدهم مساعدته في ترسية مناقصة ما على شركة لقريبه، ويطلب آخر منك عدم ترسيتها إلا على قريبه هو، فحاولي أن تعملي المستحيل لكي ترضي الطرفين... ولو تطلب الأمر شرب كؤوس المرارة. لا تستعجلي في شغل الوظائف الشاغرة بمن تثقين بكفاءتهم، وابقيها شاغرة، فلن يتضرر أحد. فقد يفاجئك نائب أو زميل أو رئيس بطلب إيجاد وظيفة براشوتية، ولمثل هذه الطلب تحفظ الوظائف الدسمة وتبقى شاغرة. لا تكترثي بخرابيط مثل «الشخص المناسب في المكان المناسب»، فهذه لا توكل لا خبز ولا عيش، فالتذاكي هنا سيسبب لك ضرراً كبيراً، والجهاز الحكومي ممتلئ بآلاف غير الأكفاء في المناصب الخطأ، وزيادة رئيس قسم هنا ومدير هناك، ووكيل مساعد بينهما، لن تنتج عنه نهاية العالم، خصوصاً أنك ستجدين أن هذا هو المتبع مع البعض من زملائك إن لم يكن جميعهم. حاولي أن تغنمي من الوظيفة ما بإمكانك الحصول عليه. فما يتوافر اليوم أو اللحظة قد لا يبقى بعدها طويلاً. ولا تنسي أن من صادها عشى عياله وعيال عيال عياله، وأن الزرع إن لم يؤكل اليوم فسينشف غداً، والماء إن لم يشرب في اللحظة فسيتبخر غداً. حاولي أن تقنعي نفسك أن الوظيفة الوزارية العالية التي أنت فيها لم تقومي باختيارها، وبالتالي أنت في حل من الالتزام بأخلاقياتها! الاقتناع بهذا الشعور سيسهل كثيراً من حالات تأنيب الضمير، عندما تضعين رأسك على المخدة في نهاية يوم متعب. أما سكة السفر الثانية، فهي أكثر صعوبة، ولكنها أقصر وأكثر عدالة وإنصافاً، وتكمن باختصار في تكملة الطريق الذي بدأته من سبقتك. عليك يا سيدتي الاستمرار في محاربة الفساد، والقيادة السياسية وسمو رئيس الوزراء أكبر من يدعمون جهودك. المنصب زائل، فلا تخسري سمعتك الجميلة ولا احترامك لنفسك. volume 0% قوى الفساد كبيرة وقوية، ولكنها ليست عصية على من يريد مواجهتها، وهذا ما قامت به «جنان» بجدارة، فقد استطاعت أن توقف شركات الفساد ومكاتب الإفساد عن العمل، في وزارتي الاشغال والإسكان، وربما كلفها ذلك بقاءها في الوزارة لفترة أطول، ولكنها لم تخسر معركتها، فقد كسرت الأسوار واقتحمت أوكار الفساد، وعليك الآن القضاء على من بداخلها. أمامك «سكتان» ولك اختيار إحداها، يا سيدتي!

أحمد الصراف 



الارشيف

Back to Top