عندما نفقت بعارين البلدية

«… السيد المدير العام للبلدية… يتقدم اليكم ديوان الخدمة المدنية بخالص التحية مقرونة بأسمى آيات التقدير والاحترام لجهودكم المبذولة وحرصكم على تطبيق القوانين واللوائح وقرارات مجلس الخدمة المدنية، وحرصكم على المحافظة على المال العام، وذلك خلال كامل العام 2018…».

***

من كان يصدق، حتى ما قبل بضع سنوات، أن بلدية الكويت، التي كانت مثال التسيب والفساد، تتلقى كتاباً من جهة رقابية كديوان الخدمة المدنية يتضمن تهنئة للبلدية، والقائمين عليها، لخلو سجلها لعام 2018 من أي مخالفات؟! بلدية الكويت اليوم أصبحت بالفعل شيئاً مختلفاً، وأنا وغيري سعداء بالتطور الذي أصبحنا نتلمسه يومياً تقريباً من خلال تعاملنا مع مختلف أجهزتها، واحتكاكي الشخصي المستمر مع مختلف إداراتها، مع ما تبقى فيها من آثار تخلُّف وتردٍ. تحول البلدية من بؤرة فساد تنوء الجمال بحملها لجهة رائدة في التطور والحرص على المال العام أمر ليس بالهين، والفضل يعود فيه إلى المدير العام للبلدية والقيادة السياسية الداعمة له. كان بإمكان المدير العام للبلدية ألا يقوم بشيء، ولا يخالف أي قانون ولا يتورط في مواجهة أي سرقة، بل أن يقوم فقط بـ«غض النظر» ليحقق لنفسه الملايين، لكنه آثر على نفسه كشف مراكز الفساد فيها، وضربها في الصميم وإحالة المتهمين فيها إلى النيابة، واستردّ ملايين الدنانير المسروقة من المال العام التي حاول هؤلاء الاستيلاء عليها. ولم يكتفِ بذلك بل قام بتطوير نظم البلدية المتعلقة بالرقابة وبعملية إصدار تراخيص مختلف الأنشطة وتراخيص البناء بأنواعها، والقيام في الوقت نفسه بسد ثغرات الفساد في الدورة المستندية، من دون إبطاء سرعتها، والقيام في الوقت نفسه بمراقبة المكاتب الهندسية، وتجريم ووقف الفاسد منها عن العمل. ولولا قوة أحمد المنفوحي ونظافة يده، لما كان بالإمكان وقف سرقات الأراضي وإساءة استغلال أملاك الدولة التي شملت مئات آلاف الأمتار المربعة. إن النقلة النوعية التي تقوم بها البلدية، والتي اطلعتُ شخصياً عليها من خلال محاضرة قيمة نشرت الصحف تفاصيلها يوم أول من أمس، الأحد 7 أبريل، تبشر بكويت جديدة سنرى ثمارها خلال السنوات القليلة المقبلة في صورة سواحل أجمل وبراحات أكثر اتساعاً وأسواق أكثر روعة. نعيد تقديم الشكر إلى البلدية وإلى القائمين عليها، ونتمنى أن يشاركنا الكل في دعم جهودهم، ولو بالصبر على تقصيرها، وأن يطالب مثلنا ببقاء المهندس أحمد المنفوحي مديراً عاماً لها، ولا يعين وزيراً، إلا بعد أن ينهي رسالته الكبيرة في تنظيف البلدية وينتهي من تطوير أنظمتها.

أحمد الصراف 



الارشيف

Back to Top