خطبة الخميس

هناك تخريب متعمد للنفوس والعقول يقوم به شخص غير مسؤول، وبدعم مباشر وواضح من وزارة الأوقاف.
لن أتطرق إلى اسم هذا الشخص، لكي لا أزيده شهرة لا يستحقها. هو رجل دين كويتي مهووس بالدرجة الأولى بتكفير كل من يخالفه في الرأي، سواء كان مسلماً، مسيحياً أو علمانياً، فكلهم بنظره كفرة زنادقة يستحقون القتل، ولكنه لا يتردد في الوقت نفسه في شراء واستخدام كل ما ينتجه هؤلاء الكفرة والفخر به والاستفادة منه.
يقوم هذا الشخص بإلقاء «محاضراته» أو سمومه من فوق كرسي أحمر فخم، ومن خلال ميكرفون وكاميرة دقيقة، ويخاطب جمهوراً لا نعرف شكله، ولا حجمه، ولكن نتساءل عن مستوى فهمه، ومدى صبره على سماع ترهات وخزعبلات غير معقولة ليس لها من أساس، هذا خلاف السموم الطائفية والدينية التي يبثها، بين الحين والآخر، في خطبه.
يقول في أحد خطبه، رداً على سؤال عن حكم مصاحبة الليبراليين والعلمانيين، إن الليبرالي هو الذي يبيح كل شي (!!) أما العلماني، فهو من «يكون ضد الدين»، وبالتالي هم كفرة، والكافر لا تجوز مصادقته حتماً!
طبعاً، هذا تسطيح للتسمية وجهل بما تعنيه، ولسنا هنا في معرض شرح الكلمات.
ويذكر في شريط آخر أنه كان يسأل أحد رجال الدين «الكبار» في المنام عن رأيه في أمور دينية، وسأله يوماً عن نفسه، وأنه يقرأ في كتب جماعة معينة ذكر اسمها، وأنه يقوم بالرد عليهم، فهل يستمر في ما يقوم به؟ فسأله رجل الدين الآخر عن أسماء أئمة الجماعة، فذكرها له، وسأله عن كتبهم، فذكرها له، وسأله عن أكبر شبهاتهم، فذكرها له، فقال له استمر في ما أنت فيه، وما من مانع في الرد عليهم، وختم قائلاً، وهو يقهقه: شيخنا حتى في المنام يجيب السائل! وهذا قمة الاستخفاف بعقل من يستمعون إليه، ودليل آخر على الدرك المتواضع الذي وصل اليه الإفتاء في منطقتنا!
المشكلة ليست مع هذا الرجل، وأمثاله، الذين تساقط الكثير منهم بعد انكشاف غشهم في أقوالهم وشهاداتهم الدراسية، وكذبهم، بل المشكلة في إصرار الحكومة، عبر وزارة الأوقاف، على استضافة أصحاب مثل هذه الأفكار المتطرفة من بث سموم الطائفية، والسماح لهم بعقد الندوات المطولة، التي يطلقون عليها صفة «العلمية»، والوزارة مدركة تماماً مدى خطر أفكار هؤلاء على النشء وعلى الوحدة الوطنية، فمتى تفيق الحكومة من سباتها وتقطع دابر هؤلاء؟

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top