يا ويلنا من هؤلاء

ورد في لقاء على قناة المجلس قبل فترة مع عدد من التربويين، الذين لم استطع التقاط اسمائهم، ولكن التسجيل موجود لدي، وبينهم مدرس مرحلة ثانوية، حيث قال الأخير، وبكل صراحة: الشهادات التي حصل ابناؤكم التلاميذ عليها في المرحلة الابتدائية مزورة. والشهادات التي استلمها طلبة المرحلة المتوسطة هي أيضا مزورة. والشهادات التي سيستلمونها في نهاية المرحلة الثانوية هي شهادات مزورة، ولا يستحقونها، وهذا الأمر يسري على شهادات الجامعة.
وأضاف: وقد أكدت شخصيا هذه الرؤية في المؤتمر الوطني لتطوير التعليم حول التنمية الوطنية للمعلم، حيث اشتكى كل أساتذة كليات التربية في الكويت من مخرجات هذه الكليات، واشتكوا أيضا من مخرجات المرحلة الثانوية، وهذا يعني أن النسب (نسب النجاح) تعرضت لما تتعرض له العملات النقدية من تضخم، فهي عالية جدا ولكنها فاقدة للقيمة وفاقدة للقدرة على المنافسة، والدليل أنها عندما تخضع لمؤشرات ودراسات دولية نجد أن الكويت تقبع في المرتبة الدنيا.
وقال إنه يقوم بتدريس المرحلة الثانية عشرة، ومع هذا يضطر أحيانا لوقف التدريس ليشرح لطلبته الهجاء، ومعنى الضمة!
وفي جانب آخر، ورد تصريح في الصحف لبرلماني مصري قال فيه إن هناك 500 طالب كويتي تقريبا يدرسون في «جامعة بني سويف» المصرية، وجميعهم ينجحون مع أن لا أحد فيهم تقريبا يحضر محاضرات الجامعة، وغالبيتهم يتسكعون في مقاهي المنطقة ويجتمعون بأساتذة في الجامعة الذين يسهلون لهم أمور نجاحهم.
وفي عريضة قدمها عدد من النواب، امتازت بركاكة لغتها وعدم منطقيتها، حيث أرسلت على عجالة لرئيس مجلس الأمة تطالبه بعقد جلسة خاصة بصفة الاستعجال لإقرار مجموعة من القوانين والمقترحات الخطيرة، ومنها مثلا منع مؤسسة التأمينات الاجتماعية من تقاضي فوائد على قروضها للمؤمن عليهم (!!) وهذا يعني إفلاس المؤسسة. واقتراح بمعادلة الشهادات الصادرة عن «دار القرآن» بمثيلاتها!
وغني عن القول إن من وقع على طلب عقد الجلسة الخاصة هم نفس النواب تقريبا الذين طالبوا وزير التربية بإلغاء شرط اللغة عن الطلاب والطالبات المبتعثين للخارج، وهم نفس النواب الذين عارضوا معاقبة الطلبة الغشاشين، وهم نفس النواب تقريبا الذين يعتقدون أن «زمن المخامط» قد أزف وعلى كل فرد تدبير أموره قبل إفلاس الدولة، وأن يأخذ لنفسه وجماعته ما اتخذ! أما مستقبل الأجيال القادمة.. أما مستوى التعليم.. أما الصحة، فجميعها يمكن أن تذهب حاليا وتاليا للجحيم.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top