محمد اليوسف والإزالة
التقيت بالشيخ الفريق محمد يوسف الصباح مرات قليلة، وغالباً في حفلات عشاء عند أصدقاء أعزاء، ولا أعتقد أنه يتذكرني أو يعرفني شخصياً، ولكن ربما سمع بي، وبالتالي لا أكتب مقالي هذا مجاملة له ولا تزلفاً، بعد أن تقاعد من عمله، جندياً في خدمة وطنه.
تقاعد الشيخ محمد قبل أيام، وقام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بتقليده رتبة فريق أول، تكريماً له على خدماته التي امتدت على مدى أربعين عاماً، كان خلالها موضع تقدير واحترام الجميع. وبحسب علمي، لم تسجل عليه أي مخالفة مهنية، ولم يشب سيرته ما يخدشها، وكان مثال الإنسان المنضبط في عمله، وأشاد كل من سألته عنه بدماثة خلقه، واستقامته وقوة بأسه في كل المواقع التي خدم بها. فقد تحلى بكل تلك الصفات طوال فترة عمله.
الفريق المتقاعد محمد اليوسف طاقة كبيرة، ولا يزال في قمة عطائه، ومن المؤسف حقاً عدم الاستفادة من قدراته وإمكاناته، وسمعته الجيدة. وأعتقد بصدق أنه الرجل الأكثر جدارة ليتولى رئاسة لجنة إزالة المخالفات على أملاك الدولة، فهو حقاً الرجل المناسب لهذا العمل، إن بسبب خلفيته المهنية السابقة أو سنه المناسبة، ورتبته العسكرية العالية، إلى غير ذلك من صفات ومزايا كقوة الشخصية والحزم في اتخاذ القرار.
لا أدري من يدير لجنة الإزالة حالياً، ولكني أشعر بأن عملها وإنجازاتها، كما سبق أن كتبت، قد تباطأت، بعد وفاة أول رئيس لها، وهو المرحوم الفريق محمد البدر. وأصبحنا نرى الكثير من الاعتداءات والمخالفات التي لا يعرف المواطن كيف يبلغ عنها، أو متى ستزال. وبالتالي، الكويت اليوم بأمس الحاجة لمن هو بكفاءة رجل مثل الفريق الشيخ محمد اليوسف، لإدارة هذه اللجنة، وإعادة الحياة إليها.
الارشيف

Back to Top