شيرين والبيئة
ينتشر اسم شيرين في مصر ولبنان وإيران، وهو اسم مؤنث، ولكن رجلا واحدا فقط حاز عليه، وكان يشتهر به، وكاد يصبح اسماً لعائلته، لكن مع الخمسينات تغلب اللقب الأسري الحالي على الأول.
كان المرحوم يوسف بهبهاني من كبار أثرياء الكويت، وكان عذب الكلام وبالتالي كان يعرف ويشتهر بلقب «يوسف شيرين»، وكان يرتاح للاسم، الذي كان يعني في الفارسية «حلو المذاق أو الكلام»، ولهذا أطلقه على بعض مشاريعه التجارية وممتلكاته كسفريات شيرين وفندق شيرين وغير ذلك.
شيرين التي سنتحدث عنها في مقالنا شخصية مختلفة، فهي شيرين حسن الحساوي، السيدة الجميلة الابتسامة، والمولعة حتى النخاع بالبيئة وبالمحافظة عليها.
الاهتمام بالبيئة ليس من عاداتنا ولا من تقاليدنا! فماذا يتطلب منا القيام به للمحافظة على كتل رمل تتحرك من منطقة لأخرى، وكان هذا دأبها لمئات آلاف السنين؟ الجواب لا شيء. لكن الدنيا تغيرت وأصبحت حتى الصحراء بحاجة للاهتمام بها، والقلق على بيئتها، بعد أن اختفت الطيور النادرة، والمهاجرة، منها، وغاب النوير من ربوعها، وأصبحت الزهور الصفراء والبنفسجية نادرة، بعد أن شوه رواد التخييم ما بقي فيها من جمال، وبعد أن فركت وعجنت عجلات المركبات وسلاسل آليات الحفر والردم كل ما بها من أشجار ونباتات صحراوية رائعة.
شغف شيرين الحساوي بدأ، وتطور، مع كل زيارة كانت تقوم بها، ورفاقها، لمطاعم الأكلات السريعة، حيث كانت تصدم من كمية ما كانوا يخلفونه وراءهم من مواد مستهلكة، كأوراق التنشيف والعبوات البلاستيكية والحاويات الفوم والورقية، وغير ذلك الكثير، ومن هنا بدأ اهتمامها بالبيئة وبالمحافظة عليها، انطلاقا من محاولة التقليل أو القضاء على كل ما يخلفه كل مرفق وبيت من مخلفات، خصوصا الضارة بالبيئة. وكان بيتها مكان تجربتها الأولى، ثم تطور وعيها وزاد اهتمامها وقررت أن تفتتح مطعماً يكون صديقاً للبيئة بالكامل، فخرج «قود ستف» للوجود، وتخلل ذلك الكثير من الجهد والوقت والعرق، لكن تحقق بافتتاح أول مطعم في الكويت يعتبر كل ما يستخدم فيه من مواد مصنوعة طبيعية مئة في المئة وصديقة للبيئة. فكل ما يستخدم في الطعام، وما هو في صالة المطعم من أثاث ومصابيح وثريات ومواد بناء مصنوعة من مواد طبيعية أو معاد تدويرها. وبالتالي منعت دخول البلاستيك للمطعم بتاتاً. ومنعت استخدام المواد الكيماوية في التنظيف والتعقيم، وقامت بشراء كامل احتياجاتها من المصنوعات الورقية من مواد معاد تدويرها. كما حرصت على أن تكون جميع ما يُستخدم في تحضير أطعمتها الرائعة والمميزة، وطريقة تقديمها طبيعية وصديقة للبيئة.
تجربة شيرين فريدة وتستحق الدعم، ونرجو لها النجاح، والمطعم موجود في مجمع «ليك» على طريق الفحيحيل السريع.
بالمناسبة: موضوع هذا المقال لا يمثل دعاية للمطعم، ففكرته تتعارض مع مصالحي التجارية، لكن الحقيقة أولى بالاتباع!
الارشيف

Back to Top