«غوانتانامو» الكويت
يقع معتقل غوانتانامو في كوبا، ويعود حق استخدامه كقاعدة عسكرية، منذ عام 1903 للسلطات الأميركية، بعد أن استأجرت الجزيرة من كوبا مقابل مبلغ 2000 دولار سنويا، امتنانا لدورها في تحرير الجزيرة من الحكم الأسباني. والطريف أن الثوار الوطنيين احتجوا حينها على الاتفاقية، فقررت الحكومة عدم صرف شيكات الإيجار، ولكن أميركا استمرت في إرسال المبلغ منذ 115 عاما، وحتى اليوم.
تعتبر الولايات المتحدة ليست فقط الدولة الأقوى في العالم عسكريا واقتصاديا، بل وقبل ذلك علميا. وعلميا، هنا تشمل أمورا كثيرة، ومنها المعالجة النفسية، والتأثير العقلي، وتغيير تفكير المعتقل أو السجين، وعقيدته. ومع هذا فشلت كل جهود «علمائها» في «هداية» معتقلي هجمات 11 سبتمبر منذ وقوعها وحتى اليوم، ولا يزال هناك معتقلون لا تريد أميركا إطلاق سراحهم لشكّها في أنهم سيعودون الى سابق سيرتهم، فور إطلاق سراحهم. وحتى الرئيس أوباما الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية بإغلاق المعتقل، غيّر رأيه، بعد أن تبين له أن الكثيرين من هؤلاء يستحيل نصحهم أو دفعهم لتغيير أفكارهم.
استقبل المعتقل منذ 2003 المتهمين بالإرهاب، ووصلت أعدادهم الى المئات، وفي منطقة تقع خارج الحدود الأميركية، ولا تنطبق عليها أي قوانين. وفي مارس 2007 اعترف خالد الشيخ محمد، الذي تعلم في مدارس الكويت ومساجدها، بأنه كان «العقل» المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001
وورد في القبس عدد يوم 30 سبتمبر، أن ما قامت بالإشارة له قبل أيام عن صدور تحذيرات من دول صديقة بوجود تهديدات إرهابية على الكويت يشكلها الهاربون من «الدواعش»، لم يجف حبره، حيث صرّح واحد من أكثر المسؤولين الحكوميين تشددا، بأن وزارته ستقوم بتأهيل هؤلاء وتصحيح أفكار العائدين (من سوريا والعراق)، وفق برامج أعدتها هيئة الوسطية(!!)، خصوصا أن هذه الهيئة نجحت قبلها في معالجة 22 عنصرا من خلية «أسود الجزيرة»، الإرهابية، وبالتالي، ستنجح مع «الدواعش».
وهنا نود التحذير بقوة من هذا التصرّف الأخرق. فهذا التصريح هو اعتراف رسمي بوجود من قام بأعمال عدائية ضد دول شقيقة أو صديقة، وبالتالي يجب أن يقدم هؤلاء للمحاكمة، وليس للمناصحة.
كما أن الوزارة المعنية، إن صح ما ذكرته ــــ وأنا أشك في ذلك ـــــ بأنها نجحت في تعافي 22 من خلية أسود الجزيرة، فإن هذا لم يتم فور قيام هؤلاء بجرائمهم الإرهابية، بل تم اعتقالهم وتوجيه التهم لهم، وسجنهم، وعليه يجب ألا يقدم «الدواعش العائدون» للمحاكمة، وتجريمهم، إن استحقوا ذلك، ومن ثم مناصحتهم.
وإن كانت أميركا، بكل ما تملكه من علم وفهم في سيكولوجية البشر، فشلت على مدى أكثر من عشر سنوات في معالجة هؤلاء الإرهابيين، فكيف ستنجح إدارة مهلهلة، عليها ما عليها من شبهات الفساد، في ما فشلت فيه أقوى دولة في العالم؟!
وأخيراً، بشّرنا المصدر نفسه بأن الحكومة رصدت مبلغا ضخما لبناء 100 مسجد من الكيربي، ولكن المصدر، ربما نسي القول إن هذه المساجد سيتم تسليمها لمن تم نصحهم من خلية أسود الجزيرة، وتنظيم داعش!
الارشيف

Back to Top