تشويه السمعة والتلاعب بالتاريخ

أعتبر الأخ حمزة عباس حسين أستاذا ورجلا فاضلا. فهو أستاذ في علمه المصرفي، فقد كان سكرتيرا لمجلس النقد، عندما كنت مصرفيا في أدنى درجات السلم الوظيفي، قبل أن يصبح أول محافظ للبنك المركزي. كما أنه رجل فاضل وخلوق نظيف اليد والسيرة.
كتب الأستاذ حمزة مقالا في القبس، تقطر كلماته ألما، ليس لما تعرض له تاريخه المهني من تشويه متعمد فحسب، بل لامتداد ذلك التشويه لينال جزءا من تاريخ الكويت أيضا.
يقول إنه تغيب عن احتفالية افتتاح المبنى الجديد للبنك المركزي عمدا، في محاولة لتكريس الاحترام لمؤسسة كان له شرف المساهمة في تأسيسها. وكان حريا بمن تولوا كتابة تاريخ تأسيس أول بنك مركزي في الكويت أن يلتزموا جانب الموضوعية، من خلال السرد الدقيق والأمين لأدوار من ساهموا في تأسيسه، وفقاً لأهمية الإنجاز، وليس وفقاً لأهمية الاسم. وهذا ما لم يحدث. فقد عومل عند حضوره حفل تكريم محافظ البنك السابق الشيخ سالم عبدالعزيز الصباح، بعد استقالته، بما لا يليق، وهو أول محافظ للبنك والقائم على تأسيسه. وقال إن ذلك لم يغضبه في حينه. ولكن تبين لاحقا أن وراء ذلك هدفا ما!
ويقول إنه سمع محافظ البنك المركزي الحالي يقول، في اجتماع رسمي، وبحضور كبار رجال الدولة، إنه، أي الأستاذ حمزة، والشيخ سالم عبدالعزيز الصباح، هما من مؤسسي بنك الكويت المركزي! ولكنه فضل عدم التعقيب على ما قيل، خاصة أن كتابه «ونصحت لكم» كان سيصدر قريبا جدا، وسيظهر من كان وراء تأسيس البنك.
ويستطرد الأستاذ حمزة قائلا إنه تبين، بما لا يقبل الشك، من قراءة الصحف التي واكبت احتفال افتتاح المقر الجديد للبنك، أن هناك من يريد تغييب الموضوعية في صياغة تاريخ البنك المركزي، والتعتيم على خمس سنوات من جهده في المرحلة الأصعب، وهي التأسيس. فقد كان سكرتيرا لمجلس النقد في الفترة من 1963 وحتى 1968، وكان نائباً لمحافظ البنك المركزي ( دون وجود محافظ أصلا) من عام 1968 وحتى 1973. وكان الدينار يحمل توقيعه، وكل ذلك جزء معروف ومدون من التاريخ. وأنه قام شخصيا، وبمشاركة خبراء عرب وأجانب، بصياغة نظم ولوائح البنك، وبناء جهازه البشري، والأهم، وضع الأساس لرسالة البنك وقيمه والدفاع عنها، وذلك ما تم تجاوزه بالكامل، ربما عمدا!
ولا يعتقد الأستاذ حمزة أنه خسر كثيراً من غيابه عن احتفال افتتاح مقر البنك، أو الأيقونة (كما أطلقوا عليه!) وكأن الصرف بإسراف على مبنى من الكونكريت يخلق «رمزا أو أيقونة؟».
واضح من مقال الأستاذ حمزة أنه يوجه اللوم لمحافظ البنك الحالي، لدوره في طمس تاريخه، وإسناد فضل تأسيس البنك المركزي، أو المشاركة فيه، للشيخ سالم عبدالعزيز الصباح، محافظ البنك السابق، وهذا بعيد عن الحقيقة. فالأستاذ حمزة كان محافظا للبنك من 1973 وحتى 1983. ثم أصبح عبدالوهاب التمار حتى 1986، وخلفه الشيخ سالم، الذي بقي في منصبه حتى 2012. ومعروف أن الشيخ سالم التحق بالبنك المركزي عام 1977، وأصبح بعد 9 سنوات من تأسيسه محافظا، فكيف يكون من مؤسسيه؟
من واقع معرفتي البسيطة بالشيخ سالم العبدالعزيز، لا أعتقد أن له دورا في هذا التشويه المتعمد لتاريخ الأستاذ حمزة عباس، وتاريخ البنك المركزي. وأتمنى أن يقوم شخصيا بإزالة هذا اللبس، وإعادة الحق إلى نصابه، فهو أرفع من التورط في مثل هذه الصغائر.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top