كلام للتاريخ 2/1

في مايو 1920  طلب الشيخ سالم الصباح من سكان الكويت بناء سور يحميها من غزوات الإخوان عليها، وكان السور الثالث والأخير في تاريخ الكويت. وفي السنة نفسها، قبل 96 عاما بالتمام، وقعت معركة الجهراء، وهي الموقعة الأخطر في تاريخ الكويت. 

وبعد ذلك باربعين عما، وعند صدور قانون الجنسية، اعتبرت سنة 1920 مفصيلة، فكل من تواجد في الكويت أثنائها، وقبلها، أعتبر، بحكم القانون، كويتيا بالتأسيس، له حقوق لا يملكها من حصل على الجنسية بعدها.  

نشبت معركة الجهراء عندما قام "الإخوان"، وهم رأس حربة قوات حاكم نجد حينها، "عبدالعزيز بن سعود"، في 10 أكتوبر 1920ن بالتقدم نحو الكويت من جنوبها، نتيجة صراع سابق على بعض المواقع. وتقول المصادر أن الخلاف بين الطرفين نشأ حينما شرع حاكم الكويت، الشيخ سالم، بالبناء في منطقة "خور بلبول"، التي كان "ابن سعود" يعتبرها ضمن أراضيه، فلم يرق الأمر له، وانتى الإشكال بتوقف البناء.

ثم ثار خلاف آخر بين الطرفين عندما قام الإخوان في مايو 1920 بتشييد "هجرة"، أو حصن في منطقة "قرية"، التي تعتبرها الكويت ضمن حدودها، حسب المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913، ولكن الإخوان لم يلتفتوا لاحتجاج الكويت، فأرسل الشيخ سالم سرية من 300 مقاتل، بقيادة الشيخ دعيج، لاستعادتها، ولكنه لم يستطيع فعل شيء. فطلب الشيخ سالم عونا من حاكم حائل، وخصم ابن سعود، فأرسل له "ضاري بن طوالة"،  مع بعض المقاتلين، الذين قاموا مع الشيخ "دعيج" بمحاولة مهاجمة "قرية"، ولكنهم لم يوفقوا، لأن "ابن سعود" علم بالأمر، فأرسل فيصل الدويش للدفاع عن "قرية، فتراجعت السرية الكويتية، خاسرة.

وفي شهر أكتوبر من نفس العام بلغ الشيخ سالم أن قوات كبيرة من الإخوان تتقدم نحو الكويت، فخرج إلى الجهراء لملاقاتهم. وصل الإخوان للحدود الكويتية في 7 أكتوبر، وبعدها بثلاثة ايام كانوا على حدود قرية الجهراء، وكان عددهم يقارب الأربعة آلاف مقاتل. أما قوات الشيخ سالم فإن عددها لم يتجاوز الألفين بكثير، إضافة لمقاتلي "بن طواله" من شمر. بدأت المعركة في السادسة من صباح ذلك اليوم، عندما هجم الاخوان على القرية من عدة جبهات، وكان الهجوم في منتهى العنف، بحيث اضطر الشيخ سالم للانسحاب والاحتماء بالقصر الأحمر، ومعه قرابة 600 رجل. وهنا أرسل قائد الإخوان، "فيصل الدويش" يعرض عليه فك الحصار والإنسحاب، أن وافق الشيخ سالم على شروطه ومنها منع التدخين والمنكرات في الكويت، وطرد الكفار وغير السنة منها (الشيعة) وخلاف ذلك من شروط. رفض الشيخ الشروط والاستسلام. أثناء ذلك، انتهز "ضاري الطوالة" إنشغال الإخوان بالصلاة، فتسلل من القصر المحاصر، واتجه للكويت يطلب النجدة، فأرسل الشيخ أحمد الجابر، نائب الحاكم حينها، نجدة من عدة سفن شراعية مليئة بالرجال مع قوة برية بإمرة ابن الطوالة.

نكمل غدا.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top