ما نوعية دماء هؤلاء؟

لا توجد جهة لها الفعالية في كشف ألاعيب الإخوان وخبثهم، كالمناوئين لهم سياسياً وعقائدياً، وبالذات السلف. فقد نشرت الحركة السلفية ما يشبه البيان الصحافي عابوا فيه على الإخوان رفضهم الاعتذار عن تراجعهم عن سابق مواقفهم بمقاطعة أي انتخابات نيابية تجري تحت مظلة قانون الصوت الواحد! فعندما رفضوا المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة، قبل ثلاث سنوات تقريباً، لم يكتفوا بالمقاطعة، بل شككوا في نوايا من شارك، واتهموا السلف بأنهم طامعون في مناصب وزارية. كما زادوا على ذلك بالدفع بمؤيديهم للشارع والقيام بتظاهرات ضد القانون. كما افتخر أحد كبارهم بأن «عديد» رجاله أكبر من رجال البقية، بل وتطاول بعضهم على القضاء وطعنوا فيه، واتهموهم بتلقي رشى، كما ورد صريحاً في بيانهم! كما ورد في البيان أن الإخوان وصفوا قانون الصوت الواحد بالعبث الدستوري، والانتخابات بالصورية، وأنهم لن يشاركوا فيها أبداً، هذا غير إرسال رسائل السباب والتجريح عبر التويتر! وبالتالي من الغريب، بعد كل هذا، أن يرفضوا الاعتذار، وهذا إن دل على شيء فعلى وقاحة سياسية ما بعدها وقاحة، وقوة عين ووصولية طالما اشتهر بها كل المنتمين لهذا الحزب السياسي الديني الخرب.

* * *

كان هو، وربما لا يزال، يشغل منصباً في لجنة الإفتاء في احدى الجمعيات السلفية. وهو داعية معروف وله نشاط سياسي واسع، وربما لا يزال يعمل إماماً وخطيباً في وزارة الأوقاف. وربما لا يزال رئيساً لفرعي جمعية، الممثلة للحركة السلفية في الكويت. كما أنه عضو رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي. وكان، وربما لا يزال، عضواً بمجلس إدارة تلك الجمعية السلفية وأحد المسؤولين في ادارة بناء المساجد والمشاريع الإسلامية بالجمعية. كما أقام حفل عشاء حضره جمع كبير من المواطنين، وتم توثيق الحفل على الإنترنت، وذلك احتفاء بحصوله على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية (!!). ولكن فجأة تردد أن شهادة الدكتوراه، التي حصل من خلالها على مناصب عديدة، ومكافآت وعلاوات مالية مجزية، شهادة غير صحيحة.

سكتنا، كما سكت غيرنا عن التشهير به أكثر، بعد أن تبين أن الدولة برمتها غارقة في سيل من تلك الشهادات المزوّرة، وغير المعترف بها، ليس أقلها حصول أكثر من 5000 موظف كبير على مختلف الشهادات الدراسية العالية، وهم لم يغادروا مكاتبهم! وبالتالي، اعتقدنا أن الرجل سيبتعد عن الأضواء لبضع سنوات، ويكتفي بما حقق من «شهرة»، إلى أن تنسى فضيحته، فيعود تدريجيا. ولكنه، ويا لجرأة هؤلاء، عاد إلى الأضواء بأسرع مما توقعنا، وبراءة الحملان في عينيه، وظهر في مقابلة تلفزيونية، واستمر في إلقاء الدروس والتصدي للإفتاء.

أحياناً، أتمنى أن يكون لديّ بعض من دماء هذه النوعية من البشر!


أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top