ارفعي رأسك يا سيدتي

هناك مؤشرات كثيرة يمكن من خلالها الحكم على تقدم أو تخلف دولة ما، ولا شك في أن اكثرها دقة مؤشر وضع المرأة في أي مجتمع للحكم على مدى تقدمه أو إنسانيته أو تخلفه. ولو نظرنا لدول كأفغانستان وباكستان والصومال وبنغلادش ـــ على سبيل المثال لا الحصر ـــ لوجدنا أن مكانة المرأة فيها تقرب للحضيض.

يقول سقراط: إن ثقَّفت رجلا تكون قد ثقفت فرداً، أما إن ثقفت امرأة فقد ثقفت جيلاً.

ويقول الأديب الفرنسي أناتول فرنس: المرأة هي أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة، وأدب السلوك ورقة الشعور.

لم يكن غريبا، تاريخيا، أن يكون للرجل دور أكبر في الاكتشافات والاختراعات، ولكن كان للمرأة نصيبها منها، وكان من الممكن أن يكون أكبر، لولا تهميش الرجل لها طوال التاريخ. وبالتالي ليس غريبا أن نجد ان أكثر الدول اضطهادا للمرأة هي الأقل انتاجا وإبداعا. ويقول الملياردير السعودي صالح كامل إن أكثر عشر دول فقراً وفساداً وفشلاً في العالم هي دول إسلامية، ليس للمرأة فيها دور يُذكر. 

وفي تحقيق على الإنترنت عن بعض المخترعات تبين أن هناك عشر نساء على الأقل كان لمخترعاتهن تأثير كبير في البشرية، أولهن الأميركية بات سميت التي تمكنت عام 1958 من وضع تركيبة خاصة يمكن بها إزالة الأخطاء المطبعية، وسهلت بذلك عمل عشرات ملايين الطبّاعين في العالم. كما اخترعت مواطنتها ماريون دونوفان عام 1949 حفاظات الأطفال، وكان الاختراع نواة تأسيس شركة بامبرز الشهيرة. كما كانت الأميركية مارغريت نايت وراء تطوير فكرة الأكياس المقعرة، التي نالت براءة الاختراع عليها، وعلى 26 اختراعاً آخر.

واخترعت جوزفين كوشران غسالة الصحون عام 1886. كما اخترعت أليس باركر نظام التدفئة المركزية عام 1919. واخترعت ماري اندرسون عام 1903 مساحات زجاج السيارات. واخترعت ستيفاني كوليك عام 1966 السترة الواقية من الرصاص، الأقوى من مادة الفولاذ بخمس مرات. كما سجلت لها براءة 28 اختراعاً آخر.

أما نظام الاتصالات الـ«واي فاي» wifi، فالفضل يعود للممثلة النمساوية هيدي لامار، التي يعتبر يوم ميلادها في النمسا وألمانيا وسويسرا، يوم عيد للمخترع.

كما يعود الفضل للدكتورة الأميركية السمراء باتريسيا، عام 1988، في اختراع الليزر الذي استخدم في إزالة اعتام عدسة العين جراحيا. ولها 5 براءات اختراع أخرى.

وأخيرا، وليس بآخر، كان للأميركية غريس هوبر دور حاسم في اختراع اول جهاز كمبيوتر تجاري وفي اختراع لغة البرمجة، وسميت «أم الكمبيوتر».

وطبعا هناك مئات النساء المخترعات، اللواتي لا يتسع المجال لذكرهن جميعا، فالهدف من المقال ليس سرد سيرهن جميعا، بقدر أهمية التوضيح للجهلة والمتعصبين ان المرأة مثلها مثل اي كائن حي، بحاجة لمساحة من الحرية لكي تنتج وتبدع وتخترع وتثري البشرية بجميل ورائع افكارها.

ملاحظة:

يحتفل العالم المتحضّ.ر اليوم، (8 مارس)، باليوم العالمي للمرأة، ولأننا لسنا منه، فلا أهمية لهذا اليوم عندنا!



أحمد الصراف

 

الارشيف

Back to Top