صندوق أمين البصرة


فندي لفندي عيوني لفندي ....الله يخلي صبري، صندوق أمين البصرة

عليهم ذبني عليهم، بللة................يامجرى الماي ذبني عليهم

من إيديهم رحنه من إيديهم............ماتنفع الحسرات رحنه من إيديهم

يدالي بطلّ يدالي، دمعي........سگه البستان بطل يدالي

ابحالي لعبوا ابحالي....حچاية الوجهين لعبوا ابحالي

لفندي عيوني لفندي، الله يخلي صبري، صندوق امين البصرة

ابنزيزه كسره ابنزيزه......وآني الگعد وياك كسره بنزيزه

عزيزه روحي عزيزه.... ماتحمل الكافور روحي عزيزه

الله يخلي صبري صندوق أمين البصرة

يافوگه درد الله فوگه..............همي وهم هواي درد الله فوگه

بوگه وچل عندي بوگه....ميخاف من الله الصار چل عندي بوگه

لفندي لفندي، عيوني الله يخلي صبري صندوق امين البصرة

يادمعي وأثر ابدمعي....مهضوم گلبي لليوم أثر ابدمعي

تدعي ولفي لاتدعي گلبي.......يغار عليك ولفي لاتدعي


***

هذه كلمات أغنية «لفندي لفندي»، التي يعود تاريخها الى مئة عام تقريبا، والتي شدت بها حناجر الكثير من مطربي العراق، وهي من الأغاني الشعبية التي لا يزال الاستماع لها يطرب القلب والفؤاد. 

يقال ان قصة هذه الأغنية تعود الى عام 1914، حيث كان في البصرة مطربة حسناء، وذات صوت جميل تسمى «حسنية». جذب جمالها أحد البشوات، فوقع في غرامها، ولكنها تمنعت عليه ولم تبادله المشاعرنفسها، فأثار ذلك سخطه، وقرر الانتقام منها، فطلب من مسؤول التجنيد ان يستدعي ابنها الوحيد (وفيق)، الذي لم يكن وقتها قد بلغ عمر التجنيد، وأداء الخدمة العسكرية، فخافت أمه عليه، ونصحوها باللجوء الـى «صبري افندي»، الذي كان يعمل في زمن الدولة العثمانية، التي كان العراق خاضعا لها، أمينا لمالية مدينة البصرة، المدينة التي كان لها رونقها، قبل أن تنهش الأحزاب الدينية لحمها، وتذهب بسابق جمالها، يوم كان يقال «عمار يا البصرة»!

بسبب ما كان يمتاز به «صبري افندي» من أخلاق وكرم، وما اشتهر به من شهامة وحب المساعد، فقد لبى طلب حسنية، ودفع بدل الجندية عن ابنها للسلطات. حفظت له حسنية ذلك المعروف. ويقال إن حسنية كانت أصلا حلبية واسمها حياة، وانها غنت الأغنية في ملهى اولكي، ولكن لم تسجل على اسطوانات، إلى أن جاءت المطربة العراقية المعروفة «صديقة الملاية» التي كان اسمها الحقيقي «فرجة بنت عباس»، وسجلتها في منتصف العشرينات على أسطوانات بيضافون، ومن يومها اشتهرت. ويقال إن «صبري أفندي»، الذي تقاعد بعد احتلال بريطانيا للبصرة، كانت الدموع تغالبه كلما استمع الى تلك الأغنية الجميلة.

واليوم لا يزال الشاهد على قبر المرحوم «صبري محمد سلمان»، 1875 – 1963 يحمل العبارة التالية: «صندوق أمين البصرة».

ما ارذل ناكري الجميل، وما اجمل الوفاء.



أحمد الصراف

 

الارشيف

Back to Top