فولتير.. ورسائل «التويتر»!

«فرانسوا ماريه» هو الاسم الحقيقي للفيلسوف المفكر الفرنسي العظيم فولتير (voltaire ــ 1694 ــ 1778)، الذي عاش في عصر التنوير، وشارك فيه، واشتهر بسخريته وظرفه، ودفاعه عن الحريات المدنية، وخاصة حرية العقيدة.

وعلى الرغم من غزارة إنتاج فولتير الأدبي وأهميته، فإنه اشتُهر أكثر باقواله وحكمه القصيرة، التي كانت تنتشر بسرعة وتلقى رواجا، كما تنتشر رسائل «التويتر» الطريفة والساخرة في هذه الأيام. وكان الناس يتناقلونها شفاهة وكتابة. ونحن اليوم نستخدم الكثير منها من دون ان نعلم قائلها الحقيقي. وهذه عينة منها:

احكم على الشخص من أسئلته لا من أجوبته. عندما يكون الحديث عن المال، فإن كل الناس على دين واحد. قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد أن أموت دفاعاً عن رأيك. لا بد أنه في غاية الجهل، فهو يجيب عن كل سؤال يُطرح عليه. لا يكون الانسان حرا إلا عندما يود أن يكون كذلك. الشك ليس وضعا مستساغا، لكن اليقين حماقة. من الأفضل أن نجازف بحماية مذنب من أن ندين بريئاً. خبز الوطن خيرٌ من كعك الغُربَة. أشجع الناس من قاوم هوى نفسه وحبسها عن الدنيا. الابتسامة تذيب الجليد وتنشر الارتياح وتبلسم الجرح؛ إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية. إن المكان الوحيد الذي أستطيع أن أسند رأسي عليه وأنام مرتاحا مطمئنا هو ح.جْر أمي. من الصعوبة أن تحرّر السذّج من الأغلال التي يبجّلونها. السبيل الوحيد لجعل البشر يتحدثون خيرا عنك هو قيامك بعمل طيب. أيتها الصداقة لولاك لكان المرء وحيدا، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه، وأن يحيا في نفوس الآخرين. العمل يبعد الإنسان عن ثلاثة شرور: السأم والرذيلة والحاجة. الزواج هو المغامرة الوحيدة المتاحة للجبان. الكلام البارع لا يثبت شيئاً. كل إنسان مذنب بالأعمال الجيدة التي لم يقم بها. التاريخ ليس سوى لوحة من الجرائم والمصائب. إن الذين يجعلونك تعتقد ما هو مخالف للعقل.. قادرون على جعلك ترتكب الفظائع. الانحياز هو الرأي من دون تحكيم العقل. كل نوعيات البشر جيدة باستثناء النوع الممل. الطريق الأكثر أماناً هو عدم القيام بشيء ضد الضمير. أول كاهن كان أول محتال قابل أول أحمق!

ويلاحظ هذه الأيام الاهتمام الذي يبديه الكثيرون، ومنهم نائب الرئيس، برسائل التويتر، واعتبارها مقياسا لاتجاهات الرأي، وبالتالي يقومون ببناء آرائهم ومواقفهم عليها، وهذا خطأ! فمن المعروف أن نسبة عالية من الرسائل المؤيدة لهذا الموقف أو المخالف له مصدرها مؤسسات معروفة واجهزة مخابرات، وليس بالضرورة أفراد عاديين. وبالتالي من الأفضل عدم إعطاء رسائل «التويتر» أهمية أكثر مما تستحق!

أحمد الصراف  

الارشيف

Back to Top