جائزة يورغن وحرب اليمن

">في عام 2008 وضع الباحث والمحاضر الأميركي دانيل يورغن daniel yergin، الذي التقيت به عندما زار الكويت قبل سنوات قليلة، وضع كتابه الموسوعي «الجائزة»، الفائز بجائزة بوليتزر، الذي اختصر فيه تاريخ القرن العشرين بكلمة واحدة: النفط! حيث شرح فيه، بطريقة بانورامية، قصة أهم مادة استراتيجية عرفها الإنسان في تاريخه، وتاريخ الصراع حول ثروة هزت عروشا وممالك، وقسمت دولا ووحدت اخرى وأطاحت برؤوس وأتت بغيرها، وغيرت اقتصادات دول، بحيث رفعتها من العدم إلى الثراء الفاحش، وقررت مصائر حروب وأنهتها، وحددت حدود دول منذ أول يوم حفرت فيه بئر نفطية في ولاية بنسلفانيا، وحتى آخر حروب المنطقة من احتلال الكويت حتى الإطاحة بصدام والقذافي وغيرهما من الطغاة.

ما نود قوله هنا ان الصراع الدائر في اليمن، قد لا يخرج في حقيقته عن بقية صراعات المنطقة وحروبها التي اشعلتها مادة النفط، تلك الثروة العجيبة المدفونة في باطن الأرض. فقد ورد في تقرير لقناة «ﺳﻜﺎي ﻧﻴﻮز» اﻻميركية قبل بضعة ايام، أن اليمن يمتلك أكبر بئر نفطية في العالم. وأن الولايات المتحدة الأميركية سعت لدى السلطات اليمنية، قبل اشتعال الحرب الأهلية الأخيرة، لإخفاء أنباء هذه الاكتشافات الخطيرة، وأن حكومة أوباما تدخلت مباشرة مع سلطات اليمن لعدم كشف السر الكبير، وهو وجود اكبر بئر نفطية في العالم تحت ارض اليمن، ويوازي حجم هذه البئر آبار النفط في السعودية وجزءا من العراق، وأن واشنطن وضعت كل ثقلها لاخفاء الخبر. وكشفت «سكاي نيوز» أن منبع نفط اليمن يصل في قسم منه إلى النفط السعودي، ولكن في جزء بسيط منه، وعلى عمق 1800 متر، وفي منطقة حدوديه تسمى الجوف، الا ان المخزون الكبير هو تحت ارض اليمن، ويُعتبر الأول في العالم، من حيث حجم المخزون. واذا كانت السعودية تمتلك %34 من مخزون النفط العالمي، فان اكتشاف هذه الآبار من النفط في اليمن يجعل اليمن يمتلك مستقبلا تلك النسبة من المخزون العالمي الاضافي.


وورد في مقال للصحافي اللبناني شارل أيوب، المحسوب على سوريا، قوله في صحيفته الديار اللبنانية، ان الحرب التي جرت في اليمن كانت حول الآبار النفطية، وأن الصراع في الحقيقة هو بين النفوذين الأميركي والروسي. والمشكلة الأساسية في النفط اليمني هو وقوع آباره في مناطق الجوف ومأرب، التي تحاول أطراف عدة معنية بالصراع المسلح في اليمن السيطرة عليها، ومنها عناصر القاعدة، الذين يجاهرون بعدائهم لمن يسمون بالحوثيين، وهم ابناء المنطقة، الذين تدعمهم إيران. وسيتبين قريبا حقيقة من يقف وراء الصراع في اليمن، هل هي شركات الأسلحة أم شركات النفط أم الأحقاد القبلية والمذهبية، ام جميع هذه العوامل مجتمعة؟!

الارشيف

Back to Top