الشعراوي.. وقوة «الإخوان»

عام 1967، بعد هزيمة 5 يونيو، ثارت ضجة كبيرة على تصريح محمد متولي الشعراوي الذي ذكر فيه أنه صلّى ركعتين شكراً على هزيمة مصر. وكانت للشعراوي مكانة لدى السادات وبعده مبارك، فقد كان يساهم في تلهية العامة، وربما ساهمت أجهزة المخابرات في خلق اسطورته. وكتب عنه إبراهيم عيسى في كتابه «أفكار مُهدِّدة بالقتل؛ من الشعراوي إلى سلمان رشدي»، يقول: «لم أرَ شيخا يمثل مجموعة من الأفكار الرجعية المناهضة للعلم والتقدم كالشعراوي». وفي كتاب «الشعراوي الذي لا نعرفه»، لسعد ابوالعينين، الذي صدر قبل وفاة الشعراوي، ورد فى صفحة 69 أن «الإخوان» أنشؤوا سنة 1936 «الجهاز السري» لتأديب واغتيال أعداء الإسلام والدعوة، الذين هم بالضرورة أعداء الجماعة التي تمثل الإسلام، واختار حسن البنا بنفسه عبد الرحمن السندي ليتولى رئاسة هذا الجهاز. ويقول الشعراوي إنه حضر بنفسه واقعة شاهد فيها عبد الرحمن السندي الرجل القوي في التنظيم، الذي يهابه حسن البنا نفسه، كيف دفع السندي، حسن البنا وكاد يسقطه أرضاً من شدة الدفعة!

وفي الكتاب نفسه، يثني الشعراوي على فكر حسن البنا، «ما يؤكد تعاطفه مع الجماعة».

وأكتب هنا ليس فقط للرد على الذين ادعوا، بكتاباتهم الباهتة، أن حركة الإخوان كانت ولا تزال سلمية، وهو أمر سبق أن تطرقنا اليه، بل أيضا للرد على ما ورد على لسان وزير إعلام سابق وصديق عزيز، في صحيفة محلية، من أن حركة «الإخوان المسلمين» (في الكويت) منذ تأسيسها في الخمسينات هي الأكثر نضجا بعلاقاتها مع الجميع، فهي لا تكفر ولا تتخذ من العنف وسيلة، ورؤاها لم تتلوث! لنرد ونقول بعدم صحة عدم تلوثها، فيكفي موقفها المشين من قضية تحرير وطنها المحتل، ووقوفها مع التنظيم العالمي ضد قيام قوت التحالف بتحريرها من شر صدام!

أما مسألة أن إخوان الكويت لم يلجؤوا الى العنف، فهذا صحيح، والسبب ليس لأنهم مسالمون، بل لأنهم حصلوا على كل ما أردوا وأكثر بالسلم، فلمَ اللجوء الى العنف تاليا؟ كما أن بدايات الحركة كانت مع مجموعة من تجار الكويت، والتجارة والعنف لا يتفقان، فتحقيق الربح يحتاج مهادنة الجميع وطلب خاطرهم، لاستمرار انتفاعهم، وبالتالي لم يكن غريبا تنامي الثروات الشخصية لكل من طال انتماؤه لحركة الإخوان في الكويت، والأمثلة أمامنا أكثر من أن تحصى. أما قضية أنهم لم يكفروا أحدا، فهذا كان صحيحا في مرحلة ما، أي قبل ثلاثين عاما تقريبا، ولكن الوضع اختلف بعد ان كبر حجم الجماعة وزاد عدد المنتمين اليها والى فكرها، وصعوبة إسكاتهم جميعا بالمال، وبالتالي لجأ هؤلاء الى الدعوة الى العنف لخلق كيانات خاصة بهم، وهكذا رأينا كيف أصبح تكفير كل من اختلف معهم أمراً شائعاً.
وما نراه اليوم من عنف في المنطقة هو نتيجة مباشرة لدعوات هؤلاء.
والخلاصة أن حركة الإخوان عسكرية شريرة وتآمرية تهدف الى الوصول الى الحكم في الدول التي تتواجد فيها، ومتى ما وصلت، فإنها لن تسلمه لأي جهة أخرى بغير العنف.

الارشيف

Back to Top