قليل من الحزن قليل من الالم

مرت امس , السادس عشر من مارس , الذكري السنوية العاشرة لماساة "حلبجة" والاف القري الكردية الاخري في شمال العراق !!!
قامت السلطات العراقية في ذلك اليوم وباوامر مباشرة من صدام حسين , وهم لايزالون تحت تاثير الانتصار الفاشل والمزيف علي جيران الشرق بضرب قرية حلبجة بالغازات السامة , مما نتج عنه موت اكثر من خمسة الاف رجل وطفل وامراة بصورة سريعة وفورية , وقد هزت تلك الجريمة ضمائر كافة الشعوب الحية وكانت ولاتزال , من الجرائم النادرة في بشاعتها بعد فترة الحرب العالمية الثانية , وتعتبر الحالة الوحيدة المعروفة التي قام بها نظام ما بقتل ذلك العدد الكبير من افراد شعبه مستعملا الغازات الكيماوية السامة دون خجل او تردد او خوف من حساب او عقاب !!!
لا تزال حلبجة ومئات القري المحيطة بها تعاني , والي اليوم لسنوات طويلة مقبلة , من اثار تلك الجريمة المخيفة وغير المسبوقة في حق الانسانية , فبالاضافة الي ذلك العدد الكبير من ضحايا الذين لقوا حتفهم فور سقوط تلك القنابل القاتلة عليهم , فان عددا كبير اخر لقي حتفه بعد ذلك وبطريقة اكثر بشاعة وبطء مخيف , كما جرت مئات حالات الاجهاض القسرية لولادات مشوهة . ولايزال العشرات من مواطني حلبجة والقري المحيطة بها يتلقون مختلف انواع العلاج في العديد من المراكز الطبية الاوروبية وفي المانيا وانكلترا بالذات .
واحتاج الامر في حالات كثيرة ولايزال الي عمليات نقل رئة وقلب بعد ان اصيبت اجهزة التنفس والقلب لدي الالاف منهم بمضاعفات خطيرة نتيجة حدوث تلوث اراضي وحيوانات ومزروعات ومحاصيل المنطقة جراء تلك الغازات ولسنوات طويلة مقبلة بعد سقوط القنابل عليها !!!
ان العالم لايزال معينا بتلك الجريمة , ويعمل كل ما بامكانه للتخفيف من اثارها , وعدم تكرارها .
وقد تم "الاحتفال" بالمعني الحزين للكلمة بذكري تلك المناسبة في مختلف وسائل الاعلام الغربية ووصفتها بانها واحدة من ابشع جرائم الابادة التي اقترفت بحق الانسانية في التاريخ الحديث .
لقد تجاهلنا , كما هو معروف تلك الجريمة عندما قام بارتكابها حارس البوابة الشرقية ذلك الافاق الذي عرضنا عليه الف اديب مقابل خوذة واحد لجندي عراقي لديه , ومنعنا ادبنا ان نعرض عليه ما هو ادني من ذلك بكثير !!! لقد كان ذلك في السابق , وكان لنا ما نتعذر به ونتستر به مما لحق بعدها بنا من عار , ولكن ما عذرنا الان ؟ ولماذا لم يتم استغلال تلك الماساة للتدليل علي مدي بشاعة نظام الحكم في تلك الدولة ؟ ولماذا لم نستغل الفرصة لنبين للعالم عدالة مطالبنا التي لاتزال معلقة معه , ولكي نسكت ولو بعضا من تلك الابواق التي لاتزال مصرة علي رفع صور الطاغية والسير بها في شوارع المدن العربية , والذين لا يزالون يعتقدون بكل عهر وجهل , بانه يمثل ظل الله علي ارضه !.

الارشيف

Back to Top