حضارة السجاد

بدات الحضارة بمعناها الحديث في تلك الدولة منذ ثلاثة الاف عام تقريبا . وكانت مهد اول دولة استعمارية في تاريخ البشرية حيث قامت بغزو واحتلال دول اخري لتكون اول امبراطورية معروفة , والتي انتهت علي يد القائد الاسكندر "المسادوني" .
تبلغ مساحة تلك الدولة اكثر من مليون وستمائة وخمسين الف كيلومتر مربع "الكويت 20 الف تقريبا" ويبلغ عدد سكانها اقل من 65 مليون بقليل , بقوة عمل نشطة ومنتجة تتجاوز الثلاثين مليون نسمة – عرفت اول دستور شرعي عام 1906 لديها كافة درجات الحرارة المطلوبة لمختلف انواع الزراعة حيث تصل في مناطقها الشمالية الي 37 تحت الصفر وترتفع الي 40 درجة جنوبا .
ثم منح اول امتياز لشركات غربية لاستخراج البترول فيها عام 1901 "اكرر 1901" ولمنطقة تبلغ مساحتها 448 الف ميل مربع !! بلغ انتاجها من البترول عام 1971 اربعة ملايين برميل يوميا !!!
تبلغ احتياطياتها من الغز الطبيعي 214 اضافة الي 12 صفرا مهما من الاقدام المربعة ولديها ثروات طبيعية هائلة من المعادن الاخري كالفحم والرصاص والنحاس والحديد وبها العديد من الانهار والسهول الخصبة ومساحات كبيرة من الاراضي الصالحة للزراعة ولديها العديد من الموانئ الطبيعية والصناعية تاسست فيها اول مصفاة بترول في المنطقة وتم تغيير اسمها عام 1935 من فارس الي ايران وذلك لكي يعكس الاسم الجديد حقيقة وجود اعراق واليات مختلفة في تلك الدولة اضافة الي الفرس وهو العنصر الذي ينتمي اليه غالبية افراد تلك الامة .
اتذكر كل هذه الحقائق كلما تصادف وجودي في دبي او الكويت ضمن معرض يضمن خلاصة ما تنتجه ايران من صناعات . وافاجا دائما ببساطة ما يعرض في تلك المعارض من منتجات لدولة لديها كل ما تم ذكره اعلاه واكثر من ذلك بكثير بالطبع !! فغالبية المعروضات لا تتعدي كثيرا الفواكه المعلبة او المجففة , الصابون البلدي وليف الحمام ومنتجات غسيل بعلب سيئة الصنع ومنتجات البان لا تصلح للتصدير لاسباب كثيرة , وقطع غيار ومعدات شبه بدائية من حيث الجودة والمصنعية ومعدات كثيرة العطل وذات "تشطيب" سيء والوان فاقعة وبقوالب غير مقبولة تتجاوزها من حيث النوعية والجودة والكفاءة منتجات دول شرق اسيوية دخلت مؤخرا في المجال الصناعي ولا تملك واحدا من مائة مما تملكه تلك الدولة من امكانيات هائلة .
ولا يخلو معرض ايراني من الاف قطع السجاد , وهي صناعة بالرغم من اهميتها الفنية العالية وقيمتها الكبيرة الا انها صناعة يدوية مختلفة لا تواكب عصر السرعة والانتاج الكبير الذي نعيشه وان اصبحت غير ذلك فقدت قيمتها !!!
نكتب ذلك ليس لكي نقلل من اهمية تلك الدولة فهذا ليس من مهامنا ولكن للتدليل به علي وضعنا فاذا كان هذا حال واحدة من اكبر واهم واغني دول المنطقة , وربما العالم , دولة بدات بالاستفادة من عائدات البترول منذ اكثر من خمسة عقود تمتلك كافة الموارد البشرية والطبيعية التي تهيئها لتصبح في مصاف اعظم الدول وهذا ما وصلت اليه بعد كل ذلك الصراع فما هو يا تري حالنا نحن ؟؟؟؟
سؤال نترك الاجابة عليه لاولئك الذين يعملون ليلا ونهارا للعودة الي تخلف وتاخر اكبر بكثير مما نحن عليه وفيه !!!.

الارشيف

Back to Top