بشاره وشيخ الأزهر والمدفع الأمريكي

نشر د. أحمد بشارة مقالة ممتازة جدا في القبس (16/7/98) كان موضوعها موقف " الأخوان " من نوايا الأصدقاء ، ويقصد هنا الغرب أو الولايات المتحدة بالذات . وقد قرأت المقالة لأكثر من مرة لعلي أجد فيها ثغرة أختلف معه فيها ، وأعترف بأنه لم يترك لي أو لغيري مجال لذلك بسبب حبكتها ومنطقيتها ووضوحها ، إضافة إلى أنه أراحني من مهمة نشر مقالة سبق وأن كتبتها ردا على ما قام السيد " أمين " الحركة الدستورية بنشره من آراء في جريدة الوطن (14-11) في معرض تحليله للأزمة الدولية الراهنة مع النظام العراقي !!
وبمناسبة الحديث في هذا الموضوع فقد التقيت مؤخرا ، وفي أحد زياراتي النادرة جدا للدواوين ، بأحد أعضاء مجلس الأمة والذي تم " انتخابه " مؤخرا لمنصب هام في لجنة أكثر أهمية في المجلس والذي انتهى حديثي معه بنتيجة غريبة تتخلص في اعتقاده بأن الولايات المتحدة قد افتعلت الأزمة الأخيرة للضغط على الدول الخليجية عموما لكي تقوم بشراء المزيد من الأسلحة منها ، وبالذات لتمرير صفقة المدفع الأمريكي الأخيرة مع الكويت !! وقد قلت له إن كان بإمكان الولايات المتحدة أن تضع العالم كله على شفير حرب وتخدع الأعضاء الأربعة الآخرين الدائمين في مجلس الأمن وباقي أعضاء الأمم المتحدة وسكرتيرها وتشغل كافة وكالات الأنباء وتضحك على الجميع لتمرير صفقة لا يتجاوز مبلغها نصف مليار دولار لصالح شركة أمريكية مما سينتج عنه ضرائب للحكومة الأمريكية لمبلغ لا يتجاوز عشرة ملايين دولار فصحتين عليها كل ما نملك من مال وحلال ونفس ونفيس ، ولا خيار لنا ولا لأية دولة في العالم فيما تقرره أمريكا إذا !!
فسكت  " العضو " ، وما هو بعضو ، وخرج حاملا بشته معه !!
نعود لمقالة الدكتور بشارة ونقول بأن ما ذكره عن شيخ الأزهر بأنه قد تخلى عن وقار منصبه وفقد رباطة جأشه في المواجهة الأخيرة بين النظام العراقي والمجتمع الدولي واضح وحقيقي . ونزيد على ذلك بالقول بأن تصريح الشيخ الفاضل سوف لن يغير من الأمر شيئا من واقع الحال ، فمن نكون نحن ، وبما نحن عليه من تخلف ، لكي نعلن الجهاد !! فما نملكه من علم وتكنولوجيا وآلات ومعدات ، وهذه حقيقة لا جدال فيها ، غير كاف لصناعة ، وليس شراء ، بنادق ومدافع وطائرات ودبابات من خشب لجيش يتكون من مليون مقاتل ، ليس بسبب صعوبة هذا الأمر ، بل لأننا سنختلف منذ اليوم الأول على الدولة التي ستتم فيها الصناعة ، ونوعية الخشب ، وجهات التمويل ، وجنسية القائد والجنود ... الخ
وأذكر بهذه المناسبة التصريح الذي أطلقه رئيس جامعة الأزهر د. احمد عمر هاشم قبل فترة طويلة في رده على سؤال يتعلق بقيام شيخ الأزهر بمقابلة حاخام إسرائيل والذي ذكر فيه أن " ثورة " عارمة ستقوم في كافة الأقطار الإسلامية إذا لم تذعن إسرائيل وتتفهم طلبات المسلمين . ومنذ ذلك التاريخ ونحن بانتظار تلك الثورة العارمة !!
ملاحظة أخيرة : كان من الممكن أن يكون للمقال تأثير أكبر لو نشر في يوم غير يوم عطلة رسمية !!
أحمد الصراف    16-11-98    

الارشيف

Back to Top