غضب منصور الملاحة العربية

كتبت قبل أكثر من عام مجموعة من المقالات انتقدت فيها السياسة الداخلية المتبعة في شركة الملاحة العربية ، وخاصة من الناحية المالية و" الوظيفية " . وركزت على وضع العمالة الكويتية في الشركة وقلة عدد العاملين بها من المواطنين مقارنة بالشركات والهيئات الإقليمية المماثلة لها في الدول الخليجية الأخرى والتي يتكون أكثر من 90 من جملة موظفيها من الدول المضيفة لها .
وقد أغضبت تلك المقالات في حينها الكثير ، إن لم يكن جميع  أعضاء مجلس إدارة الشركة . وبالرغم من حقيقة ما ذكرته في حينه وبالرغم من الوضع المزري الذي كانت ولا تزال الشركة ترزح تحته إلا أن أحدا ، كالعادة ، لم يتحرك لتعديل الوضع ، فآذان الوزير ، المختص بشق البطون بدلا من تعديل الأوضاع ، كانت مشغولة وقتها بأمور أخرى أكثر أهمية من تعديل الهيكل الوظيفي أو المالي في شركة تبلغ مساهمة الحكومة الكويتية فيها مئات ملايين الدولارات ، وفي دولة تتزايد فيها معدلات البطالة بصورة مخيفة .

قام قبل أيام السيد ناصر عبدالعزيز المنصور بالاحتجاج على تصرفات قيادي كبير في الشركة التي يتولى فيها منصب نائب الرئيس وأعتكف النائب في بيته احتجاجا على تصرفات المسئول الكبير في الشركة والذي تفاقمت مؤخرا المشاكل بينه وبين دولة الكويت ، وهي الدولة الرئيسية المؤسسة للشركة . وقد تركزت التذمرات على المخالفات التي وقعت بحق العديد من الموظفين الكويتيين الأكفاء والذين أنهيت خدماتهم . وعلى النسبة المتدنية جدا من العاملين الكويتيين في الشركة مقارنة مع نسب الدول الأخرى المساهمة في الشركة .
لقد أشرت في مقالاتي السابقة إلي هذه الأمور بالذات . ولن أستغرب لو علمت اليوم بأن الأعضاء الممثلين للجانب الكويتي وقتها ، ومنهم السيد ناصر المرزوق شخصيا ، قد أزاحوا عن  كاهل رئيس الشركة مهمة الرد على تلك المقالات وجنبوه ما قد يتعرض له من إحراج وذلك بمطالبة مجلس الإدارة في حينه بتجاهل تلك المقالات وكأنها لم تكن ..

والغريب أن يأتي اليوم السيد ناصر المرزوق ، بعد أن توقف عن حضور اجتماعات مجلس الإدارة ، ويطالب بما سبق وأن طالبنا به قبل أكثر من عام  !!

إننا لا نكتب هذا المقال رغبة في التعريض بأحد . ونرجو مخلصين أن يوفق السيد نائب رئيس مجلس إدارة شركة الملاحة العربية بتعديل أوضاعها لما فيه خير هذا الوطن المضياف وأن تعطى الكويت حصتها العادلة من وظائف الشركة . وأن يتم تعدل أوضاع الشركة المالية التي لا يبدوا أن أحدا مهتم بمراقبتها وتدقيقها !!!
أحمد الصراف
29/9/98 

الارشيف

Back to Top