علم الأحذية

من المتفق عليه أن غالبيتنا يكن عداء غريب للقراءة ، أيا كان نوعها ، وخاصة الجدية منها أو تلك التي تتعلق بتعلم شيء ما عن كيفية استعمال آلة معينة أو بلد نود السفر إليه للمرة الأولى ، أو متحف نود زيارته .
اشتريت مؤخرا حذاء أنيق ، ووجدت بداخل العلبة الخاصة به كتيب صغير يحتوي على بعض  التعليمات المفيدة عن كيفية التعامل معها . واكتشفت للمرة الأولى ، وبعد مرور أكثر من 40 عاما على قيامنا بلبس الأحذية ، وبعد شراء آلاف الأزواج منها ، جهلي التام بكيفية المحافظة والعناية بها .
تضمن الكتيب المعلومات التالية عن  "كيفية العناية بالقنادر " ، والتي يمكن بإتباعها إطالة " عمر " الحذاء " والتمتع ، أثناء ذلك ، باستعماله !!

1)     تمتص الأحذية المصنوعة من الجلد ما تقوم الأقدام بإفرازه من سوائل ، وهذا يتطلب إبقاء الحذاء بدون استعمال لفترة 24 لكي يجف نهائيا ، وهذا يعني تجنب لبس نفس الحذاء ليوميين متتاليين ، حيث أن تعريض الجلد للحرارة والرطوبة بشكل متكرر يتسبب في تشقق الجلد وينقص من العمر الافتراضي للحذاء !! كمبرندي ؟؟
2)     يجب الاستعانة دائما ب " الكرتة " ، وهي قطعة الحديد أو البلاستيك التي يتم استعمالها بدلا من الأصابع ،  في لبس الحذاء ( والتي لم يمهل الموت الكثيرين من أعضاء "  مجمع اللغة العربية " في إيجاد كلمة مرادفة لها )  . ويفضل الاحتفاظ بالحذاء في القالب الخاص به ويسمي بالإنجليزية " شجرة الحذاء " !! كمبرندي ؟
3)     يتم تنشيف الأحذية الجلدية التي تتعرض للبلل ضمن الحرارة العادية في البيت أو الغرفة . وإبعادها بالتالي عن مصادر الحرارة كالمدفئة أو منشفات الشعر . ويفضل حشو مقدمتها بأوراق " بعض " الصحف !!! أو بقطعة قماش لامتصاص الرطوبة منها . حيث أن الحرارة العالية نسبيا تؤدي إلى تكسر أو تشقق الجلد ، وهذا يعجل بتفسخ الجلد من قاعدته وتشويه منظره وتقصير عمره الافتراضي !!
4)     يفضل التخلص مما يعلق بالحذاء من أوساخ أو طين قبل أن تجف هذه المواد عليه وذلك باستعمال قطعة قماش ، مع تجنب الضغط غير المبرر على الجلد .
5)     يفضل تنظيف وصبغ أو تلميع الأحذية وهي جافة وذلك بإتباع الطرق التالية :
a)     الأحذية ذات الجلد غير المعالج " الشامواه " : باستعمال فرشاة متوسطة الخشونة تشبه تلك التي تستعمل في تمشيط الخيول . أما البقع الصعبة الإزالة فيمكن استعمال " ورق صنفرة " من النوع المناسب ، وبطريقة ناعمة وبدون ضغط أيضا .
b)     الأحذية الجلدية العادية : باستعمال الدهان الشمعي ، أو الكريم المطابق لنفس اللون .

وقد احتوى الكتيب الصغير ، والذي لم يزد حجمه عن نصف علبة السجائر بصفحاته الخمس والمطبوع بثلاث لغات عالمية ، على العديد من التعليمات التي تتعلق بكيفية العناية بالحذاء من الخارج ومن الداخل ومن تحت أيضا . وقد وجدت من غير المناسب ذكرها كلها في أول مقال ينشر بعد عودتي من إجازة عقلية وبدية طويلة ، خاصة وأن سعر البترول لا يزال حول 8 دولارات للبرميل الواحد ، وآمل أن لا ينخفض عن ذلك ، وإن حدث هذا الأمر فإنني سأضطر حينها للعودة لذلك الكتيب وسرد ما احتواه من تعليمات أخرى تتعلق بكيفية إصلاح الأحذية القديمة وتوسيعها  !! بومة ؟؟
أحمد الصراف  29/8/98
ملحوظة : اكتشفت أيضا أننا نشير إلى الكثير من الملابس كالجوارب والأحذية بصيغة المفرد . حيث نقول مثلا : اشتريت حذاءً جديدا ، هذا بالرغم من الحقيقة أن الشراء قد تم لزوج منها وليس لفرده واحدة !!

الارشيف

Back to Top