'سبحانك هذا بهتان عظيم!'


ذكر 'العالم' الفلكي المصري المعروف دِ الفندي قبل فترة ان ما تدعيه كافة دول العالم وخاصة الغربية الكبرى، عن وجود ثقب في الغلاف الجوي المحيط بالارض 'ثقب الاوزون' ما هو الا كلام 'فارغ' وغير صحيحِ وان هدف هذه الدول الترويج لمنتجاتها الجديدة من الاجهزة والالكترونيات، بعد ان يتخلص العالم من اجهزته القديمة التي يستعمل غاز الفريون مثلا في تشغيلها!!
وقد تذكرت ذلك الكلام الفارغ الذي ادلى به الفلكي المصري عندما قرأت ما كتبه السيد عبدالعزيز الهده في 'الانباء' (18/2) مدافعا عن سمعة 'جماعة طالبان' في ما يتعلق 'بتهمة' زراعة وتجارة وتهريب المخدرات من حشيش وافيون.
ان كافة اجهزة مكافحة المخدرات في العالم والاجهزة الامنية في الدول الغربية والدول الاخرى المحيطة بافغانستان تعلم جيدا، ان السبب الرئيسي وراء الحرب الاهلية الدائرة في تلك الدولة التعيسة منذ اكثر من عقدين من الزمن هو من اجل السيطرة على مناطق زراعة الحشيش والافيون في تلك الدولةِ كما تشير كافة الدلائل على زيادة معدل انتاج المخدرات في تلك الدولة الممزقة منذ ان سيطرت قوات حكومة طالبان على الاجزاء الرئيسية منها.
وبالرغم من ان حكومة طالبان قد نشطت في اصدار مئات القوانين الغريبة والعجيبة، والتي نتج عن معظمها انتهاك لأبسط حقوق الانسان، وخاصة النساء والاطفال، الا انه لم يعرف عنها يوما معارضتها لموضوع المخدرات، ولم تقم يوما بمعاقبة اي متعامل او زارع او بائع او متعاط للمخدرات، ولم يصدر عن قياداتها الدينية اية فتوى تحرم مثلا زراعة المخدرات او تعاطيها!.
يقول السيد الهده في معرض دفاعه عن حركة طالبان وبأن ليس كل ما يشاع عن ضلوعها في زراعة المخدرات صحيحا: 'ِِ ان كل صاحب ادعاء بغير برهان ظاهر هو كاذب وان صدق'!! ولا اعرف حقيقة المقصود بهذا الكلام، ولكن ليقل لنا السيد الكاتب كيف يمكن ان نملك البرهان القاطع عن صحة خبر وقوع انقلاب في دولة ما غير ما نقلته لنا وكالات الانباء مثلا؟ وهل مطلوب منا ان نسافر في اليوم التالي الى تلك الدولة لكي نمتلك الدليل القاطع قبل ان نصدق اخبار الوكالات؟؟ ان هذا هراء ما بعده هراء، فما يقع في العالم من ملايين احداث في كل يوم ولحظة لا يمكن التوقف عنده ونفيه لمجرد عدم وجود الدليل القاطع، فعندما تجمع اكثر من جهة محايدة على صحة خبر ما فان علينا ان نقر بصحته، او ان نقر على الاقل بان شيئا ما قد حدث.
اما ان ننتظر في خيمة في الصحراء وعند غروب شمس كل يوم لكي نلمح طيف قافلة من الجمال قادمة من افغانستان وعلى رأسها شيخ جليل ليخبرنا بصحة 'اشاعة' زراعة وتجارة الحشيش والافيون في تلك الدولة فهو امر سوف لن يحدث ابدا!!
نختتم مقالنا هذا، بمثل ما اختتم به السيد الهده مقالته، وذلك بان نقول له ان محاولته تبرئة 'طالبان' من تهمة زراعة المخدرات ما هي الا بهتان عظيم!!
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top