من هو الفاسق؟

سبق ان كتبنا مقالين عن قيام النائب ناصر الصانع، اما بمبادرة شخصية منه او بتصرف فردي من فرع حزب الاخوان المسلمين في الكويت، بتخزين اللوحات والقواعد والمعدات المتعلقة بحملته الانتخابية الاخيرة في منزل يقع في منطقة النزهة تعود ملكيته للامانة العامة للاوقاف، والذي استأجرته 'جمعية الاصلاح من الامانة لاستعماله كمكان للبيت الخشبي الجاهز الخاص بجمع 'زكاة' اهالي المنطقة.
وقد توقعنا ردا من الاخوة في الامانة العامة او تفسيرا من النائب الصانع، وهو الذي لم تمر الا ايام معدودة على قسمه بالدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين، لمحاولته الاثراء غير المشروع، او ان تتطرق الجميعة التي تدعي انها ما انشئت الا للاصلاح لهذه القضية وتذكر تفسيرا له في اي من وسائل الاعلام العديدة التي تقع تحت سيطرتها!! ولكن لم نقرأ او نشاهد او نسمع غير مكالمة هاتفية من السيد امين عام الامانة العامة للوقف، والتي سبق ان تطرقنا اليها.
بعد مرور اكثر من اسبوع على اول مقال لنا عن هذا الموضوع نشرت 'القبس' (21/7) ردا من السيد جعفر يوسف الحداد(!!) وصفنا فيه بالفاسقين!! وسنحاول هنا الرد عليه:
1) يقول السيد الحداد، والذي وصف نفسه ب 'احد ائمة المساجد' ان ما ذكرته من ان المنزل الذي كتبت عنه وذكرت انه عائد للأمانة العامة للاوقاف مخصص لسكنه وان ما ذكرته من انه يستعمل من قبل احدى الجمعيات لجمع الزكاة غير صحيح!! اي اني كذبت في مقالي!! ولكن ما لم يعرفه السيد الحداد هو انني التقطت العديد من الصور للبيت ولعملية تفريغ اللوحات من الشاحنة الكبيرة!! وحتى من غير هذه الصور، فالبيت المعني معروف ويقع في القطعة رقم 1 على زاوية شارع 18 وخلف مبنى جمعية النزهة التعاونية وتغطي جدرانه الخارجية وبواباته وحوائط البيت من الداخل مختلف العبارات الدينية واللافتات والاسماء التي يمكن مشاهدتها عن بعد والتي تفيد بان جميعة الاصلاح هي التي تستعمل البيت كمقر للجنة زكاة المنطقة!! ولا ادري هنا هل اصدق عيوني والصور التي لدي وعيون كافة سكان النزهة ام اصدق من وصف نفسه ب'احد ائمة المساجد'؟؟.
2) ذكر السيد الحداد ان عدد اللوحات الاعلامية لم يتجاوز العشرين وليس المئات كما ذكرت!! ولم يعرف السيد الحداد ان لدينا مجموعة من الصور التي تخالف ما ورد من نفي في رده!!
3) ذكر السيد الحداد انه قام باستئذان النائب الصانع للاستفادة من لوحاته واعمدته الاعلانية للدعاية لمشروع خيري بدلا من رمي تلك اللوحات الاعلامية في المهملات واحراقها!! وعاد السيد الحداد ليقول في فقرة اخرى من مقاله ان ما شاهدناه لم يكن اعلانات خاصة بالنائب المذكور بل مقاعد خشبية، وعاد مرة ثالثة ليذكر ان تخزين اللوحات كان فقط لاستغلالها في المشروع القرآني وانها ازيلت من البيت بعد ايام قليلة من وضعها!!
لا ادري ما هي الحقيقة؟ ولماذا يحتاج الامر لاخذ موافقة نائب في البرلمان والزج باسمه في الرد من اجل بعض المقاعد الخشبية؟!! ولماذا ازيلت تلك المواد، التي يقول عنها تارة انها مقاعد خشبية وتارة اخرى بعشرات اللوحات والقواعد وثالثة بلوحات اعلانية، من البيت بعد ايام قليلة من تخزينها، فلو كان الوضع طبيعيا وكان الهدف من استعمالها شريفا ولغرض تربوي وديني كبير، فلماذا اذا ازيلت بتلك السرعة؟؟
4) انتقد السيد الحداد لجوءنا للصحافة للكتابة عن الموضوع وقال ان 'هذا الاسلوب او المنهجية في البحث عن الحقيقة خاطئة''! ثم عاد ووصفنا باننا كنا شاهد عيان على الحادث!! فماذا كان يريد اكثر من ان نكون شهودا، مع آخرين، على تلك الحادثة؟
لا نود الاستطراد اكثر في الموضوع وطرح عشرات التساؤلات التي سوف لن تجد لها جوابا شافيا ولكننا لا نزال نطالب بتدخل السيد الفاضل وزير الاوقاف الجديد، وكذلك المسؤول الأول عن الأمانة العامة للأوقاف للتحقيق في هذا الموضوع وفي الطريقة التي يتم بها استغلال مئات البيوت والشقق السكنية التي تعود للامانة العامة للوقف وفي طريقة وشروط تأجيرها للغير، وان يثبتوا لنا ولغيرنا من المواطنين ان مصلحة الوطن لديهم فوق كل اعتبار او انتماء حزبي ضيق!!
اما مسألة التلاعب في ايراد الايات القرآنية وتسخيرها لتوجيه الاتهامات للاخرين ووصفهم ب'الفاسقين' لانهم حاولوا كشف الحقيقة وايقاف الفساد فهي مسألة اخرى ستكون ساحتها المحاكم المدنية!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top