العيش داخل صندوق البريد

سألني مدير البنك، وبخبث انكليزي واضح: كم هو عددكم ايها الكويتيون؟ وهل تقل مساحة بلادكم عن نصف كيلومتر مربع؟ فأجبته بسؤال مضاد عما يقصده بتلك الاسئلة المضحكة! فقال ان 90% من عملائه الكويتيين يذكرون في طلب فتح الحساب وفي خانة عنوان السكن رقم صندوق بريد مقرونا ب'صفاة'!! فهل الكويت صغيرة الى تلك الدرجة؟ وهل انتم بهذه الكثرة بحيث اصبح شعبكم مضطرا للعيش في صناديق البريد؟.
والحقيقة، انني فوجئت بملاحظته تلك، وتبين لي انه على حق في تساؤله الساخرِ فقد اصبح غالبية المتعاملين مع الكويتيين في المستشفيات ونوادي القمار والفنادق وشركات بطاقات الائتمان والذين لا يعرفون الكثير عن الكويت، يعتقدون ان 'صفاة' هي عاصمة الكويت يرد ذكرها في غالبية العناوين.
ومن يتتبع اعلانات محطة 'السيِ انِ ان' عن فنادق العالم التي تتوفر فيها خدمة المحطة التلفزيونية يلاحظ انه عندما يأتي ذكر فنادق الكويت يذكر اسم الفندق كاملا اما عنوانه فيذكر على اساس 'صفاة - الكويت' في الوقت الذي يكون فيه الفندق بعيدا عن ساحة الصفاة بعشرات الكيلومترات.
وعليه، اما ان تتدخل جهة رسمية وتحاول تصحيح هذا الخطأ الذي يكاد يصبح شائعا! او ان تتدخل الجهة التشريعية وتقرر تغيير اسم العاصمة من الكويت الى 'الصفاة' (!!).
أحمد الصراف



الارشيف

Back to Top