الثمرة تنضج في وقتها

ذكر طلال السعيد، النائب السابق في المجلس السابق، في احدى خطبه الرنانة والجوفاء والتي تعلقت بموضوع الاعتراض على اعطاء المرأة حقوقها الانتخابية، أنه لا يشرفه ان يجلس في مجلس امة كنائب وبجواره امرأة منتخبة! وأن اعطاء المرأة حق الانتخاب والترشيح يعتبر برأيه جريمة!.
والحقيقة انني بعد مراقبة المناقشات التي دارت في مجلس الامة يوم الثلاثاء 30/11 من خلال التلفزيون والاستماع لمختلف الخطب التي القاها العديد من النواب، ومراقبة الكثير من التصرفات والتحركات الحكومية، وما قيل في تلك الجلسة من اقوال وملاحظات وذلك الاسلوب الهزيل وتلك الطريقة العشوائية اللذين اتسمت بهما الجلسة، والضياع والمسكنة اللذين ظهرت بهما الحكومة وكأنها فوجئت بقرار طرح القانون في المجلس للتصويتِِ بعد مراقبة كل ذلك وقراءة محضر تلك الجلسة السقيمة ترسخت لدي قناعة بأنه لا يشرف المرأة، أية امرأة، ان تجلس في مجلس يضم مثل هذه النوعية من النواب، وينحدر الى ذلك الدرك المؤسف من النقاش المهين لكرامة واحساس وآدمية اي رجل او امرأة!
فيا سيدتي، لا تحزني ولا تتأسفي فأنت لم تفقدي في حقيقة الامر شيئا، بل هم الذين فقدوا شرف وجودك هناك بينهم وتمثيلك لوطنك ولآمال امتك، ولو كنت مكانك لانتظرت قرنا من الزمن احارب فيه تلك العقليات واناوئها وادحض افكارها، ان وجدت لها اية افكار.
والحقيقة انني، بشكل ما، راض بنتيجة التصويت، وبما فعله بعض نوائب 'النواب' بمقدرات الحكومةِ وسعيد ايضا واشعر بالراحة والاسترخاء بعد ان عرفت مدى اصرار 'النخبة' على ان نكون نصف بشر بنصف عقل ونصف ضمير ونصف تفكير!!.
وعليه، يجب ان لا نتعب من فعل الخير او نفقد الامل، حيث ان الثمرة ستنضج في الوقت المناسب، هذا ان لم نتعب قبلها ونصاب بالاغماء.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top