هل نحتاج للشعور بالغيرة؟

بمناسبة زيارة قام بها المرحوم محمد متولي شعراوي لدبي قبل سنتين جادت قريحته بأبيات الشعر التالية والتي نشرتها 'السياسة' الكويتية في 27/1/98:
'شكرا لدبي بغير حد
ولحاكم ولنائب وولي عهد
ولكل أهل ادارة في
خدمة ولكل فرد
أنا إن عجزت عن الردود فعند ربي خير رد
فدبي لؤلؤة الخليج
وريحها كأريج ورد
ودبي أمنيةالغريب يعيش فيها 'الويك إند'(!!)'.
* * *
عدت قبل ثلاثة أيام من رحلة عمل إلى دبيِ وبالرغم من ان فترة طويلة لم تمر منذ آخر زيارة لي لتلك المدينة العجيبة إلا أنني لم أتمالك الا الاعتراف، بيني وبين نفسي، بأن ما كنت أشاهده من تغيرات هندسية وبيئية هائلة في كل زيارة ومن توسع عمراني سريع قد فاق كل توقعاتيِ ففي كل شارع مشروع وفي كل منطقة ترتفع الأبراج الحديدية وهناك حركة بناء متنوعة تشمل كافة المناطق، وهذا هو موضوع مقالنا هذا حيث أعتقد أن بقية الأمور الأخرى التي تتميز فيها دبي 'مقدور عليها'(!!)
أنهت دبي، وخلال فترة ثلاث سنوات تقريبا، ثلاثة مشاريع هندسية وسياحية جبارة: الأول صالة الركاب الجديدة في المطار الدولي والتي بإمكانها استيعاب اكثر من 5 ملايين راكب سنويا، مقارنة بثلاثة ملايين لمطار الكويت المحليِ علما بأن دبي مدينة ضمن دولة والكويت دولة ضمن مدينةِ أما المشروع الثاني فكان فندق برج العرب الذي يعتبر بحق أعلى وأفخم فندق في العالم والذي تكلف بناؤه بليون دولار تقريباِ أما المشروع الهندسي الثالث فكان الانتهاء من بناء وتشغيل وتأجير البرجين المزدوجين الواقعين على طريق الشيخ زايد السريع المؤدي الى العاصمة أبو ظبي، واللذين يبلغ اجمالي طوابقهما أكثر من 120 طابقا صمما على شكل تلفون نقال، ناهيك عن مئات المشاريع الهندسية الأخرى التي لا تسمح مساحة هذا المقال للتطرق لها جميعا.
أكتب هذا وأنا أتحسر على الوضع المحزن الذي انتهى إليه الكثير من المشاريع الهندسية عندنا، ومنها مثلا مشروع قصر السيفِ فهو يعتبر بحق، موقعا ومركزا وأهمية، من أكثر المشاريع الهندسية جمالا في الكويتِ ولكنه لا يزال خاويا من غير استعمال يتلألأ بأضوائه الكاشفة الجميلة كل ليلة منذ ان انتهى العمل به منذ ما يقارب العام، وهو الأمر الذي اعتقدنا يوما بأن رئاسة المشاريع الخاصة في وزارة الأشغال سوف لن تنتهي منه أبدا، ليس بسبب صعوبة المشروع وحجمه الكبير، بل ربما بسبب الفائدة التي عادت على البعض من ذلك التأخير، والتي انتهت، أي العوائد من التأخير، في جزء منها، الى جيوب البعض من الفارين من وجه العدالة وأحكام السجن الصادرة بحقهمِ ولا ننسى في هذا السياق برج التحرير الذي لا يزال ومنذ أن انتهى العمل به قبل سنتين خاليا ومن غير استعمال حقيقيِ وأصبحت المبالغ القليلة التي يتم تحصيلها من زوار البرج كافية بالكاد لتغطية مصاريف تنظيف عشرة في المائة من زجاج الدور الأرضي وبارتفاع عشرة أمتار في ذلك البرج العظيم الذي يبلغ ارتفاعه 377 مترا.
هل نحن بحاجة للاستطراد أكثر من ذلك؟؟
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top