متى تكون الماعز 'لقطة'؟

انتهى المجتمع الكويتي، حكومة وشعبا، من كافة مشاكله وقضاياه، واصبح مجتمعا فاضلا وجميلا وخاليا من أية منغصات وغير معرض لاية اخطار داخلية او خارجية، وذلك في الدقيقة الاخيرة من الساعة الثانية عشرة من مساء يوم 27/4/2000.
* * *
نشرت 'القبس' في صباح اليوم التالي (الجمعة)، فتوى شرعية للسيد عجيل النشمي، عميد كلية الشريعة سابقا، تبين لي بعد قراءتها ان هناك مشكلة خطيرة اخيرة لا تزال تواجهنا وتشكل خطرا على مصيرنا وكامل وجودنا ويجب التصدي لها فورا، ووضع الحل لها، لكي نحتفل بنهاية المشاكل في وطننا الحبيب ولنتفرغ بعدها لاكل البطيخ والزبيب.
وتتلخص تلك المشكلة الخطيرة في اكتشاف صاحب غنم وجود ماعز غريبة بين غنمه، فارسل يسأل في حكمها وحكم ما قامت بولادته، علما بأنه انفق عليها وأخذ منها، وهنا وجه الخطورة، الحليب (!).
وقد جاء الجواب من المجيب كالتالي: ما وجدته في غنمك فحكمه حكم 'اللقطة' والافضل ان تشهد من معك لتبعد عن نفسك الطمع والسرقة، ولئلا تحسب من تركتك بعد وفاتكِ كما يجب عليك التعريف بها ولفترة سنة وفي الاماكن التي تظن ان اصحابها يسألون عنها، واذا جاء صاحبها، فعليك تسليمها وولدها له، اما ان ماتت لديك فلا تفريط ولا شيء عليك، وبعد سنة يجوز لك تملكها، ولكن ان بعت ولدها قبل السنة، فان الثمن لصاحب الأم، اما ما انفق على الماعز من اكل فهو دين على صاحبها الاصلي، هذا اذا اخبرت الجهات المعنية كالمخفر، ولا يحق لصاحبها مطالبتك بثمن ماكنت تستفيده منها من لبن، وللمالكية آراء اخرى في موضوع ابلاغ السلطات الرسمية بوجود الماعز اللقطة!.
وهنا نستطيع القول، إننا قد انتهينا من كافة المشاكل والقضايا والتساؤلات التي تواجهنا كل يومِ ويستطيع الشعب الكويتي الآن وضيوفه الكرام النوم قريري العين، بعد ان انتهينا من حل آخر مشكلة لدينا.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top