هل يفعلها الوزير الابراهيم؟

سوف افهم واتفهم قرارا اداريا نتوقف بموجبه عن استيراد السيارات وقطع غيارها لعشر سنوات مقبلة ونحاول ان ندبر امورنا بما هو موجود لدينا منها قيد الاستعمال، ونعيد الحياة لعشرات الآلات منها المكدسة في مخازن الخردة.
وسوف افهم واتفهم قرارا وزاريا يمنع المواطنين بموجبه من السفر خارج البلاد لأمور غير اضطرارية لأكثر من مرة في العام.
وسوف افهم واتفهم قرارا صادرا عن مجلس الوزراء يمنع استيراد الحنطة ويطالب المواطنين بالاعتماد للسنوات الخمس المقبلة على الخبز المكون من الشعير او الذرة او مكونات الموز الجاف.
وسوف افهم واتفهم حظرا برلمانيا على شراء اية اسلحة من الخارج للجيش للسنوات الالف المقبلة.
وسوف لن اعترض على اي قرار يمنع استيراد السجائر، وسوف ارحب بأي قرار يتعلق بمنع استيراد العلوج والبنك والنقل والعنشيكك (*) لشهر واحد على الاقل.
وسوف افرح كثيرا عندما اسمع بأنه طلب من رئيس واعضاء لجنة اعادة النظر في القوانين واستكمال تطبيق الشريعة الامتناع عن القيام بزيارة اميركا وانكلترا صيف هذا العام، كما سبق وان فعلوا في سنوات سابقة في سعيهم الحثيث للاطلاع على تجارب تلك الدول في مجال اسلمة، او 'مسحنة' قوانينهم.
وسوف اكون اول المرحبين بايقاف الصرف على الدورات التدريبية لموظفي الدولة، والتي دأبت الكثير من الوزارات على صرف ما يتبقي من موازناتها السنوية عليها، وابتعاث هؤلاء الى غانا وغينيا وسيراليون وليبيريا وتمبكتو للاطلاع على نظم معلومات الكمبيوتر، واساليب توزيع البريد، وكيفية تشغيل مولدات الديزل، وطرق توفير الطاقة الكهربائية، وافضل وسائل زيادة النسل لديها.
ولكن ما هذا الذي يتردد عن نية وزارة التعليم العالي، وتحت رعاية اكثر وزراء التربية نشاطا واخلاصا في تاريخ الكويت الحديث، ايقاف نظام البعثات الدراسية للجامعات الاجنبية والعربية اعتبارا من العام المقبل؟
فهل اصبحنا فجأة، ودون ان نعلم، دولة مصدرة للخبرات واصبح لدينا فائض من المهندسين والاطباء؟
وهل اصبح شراء السلاح وتكديسه في المخازن افضل من الصرف على بناء الانسان من الداخل؟
وهل اصبح الصرف على نافورة راقصة وبرج تحرير خاو من كل روح ومدينة ترفيهية خالية من اي طفل ستة اشهر كل عام، على الرغم من اهمية هذه الانشطة، اهم من التعليم والصرف على تنمية العقول؟
ان صح ذلك، ونرجو ان لا يكون ذلك، فانه يشكل اكبر ضربة لمسيرة التعليم، والمتعثرة اصلا، في هذه الدولة، فان حدث ذلك، فان قوى الظلام ستطبق بعدها على اعناق الجميع، وربما الى الابد.
فهل نسمع من الوزير دِ يوسف الابراهيم شيئا بهذا الخصوص؟
أحمد الصراف
(*) ادوات، نعم ادوات، تسلية محلية.

الارشيف

Back to Top