هل من نهاية لهذا الأفق المظلم؟

طالبت الجهات المتزمتة والمتاجرة بالدين بفرض عدم اختلاط الطلاب بالطالبات في الصفوف الدراسية في الجامعة، فعرضت الحكومة الأمر على مجلس الأمة فأقر ذلكِ وطالبوا بإقرار قانون الجامعات الخاصة وتضمينه أمر منع الاختلاط فيها فقامت الحكومة بعرض الأمر على مجلس الأمة فرضخ هذا لضغوط الارهاب وأقر الأمر، واكتشفت الحكومة بعدها ان لا علاقة للسلطة التشريعية بالأمر، ولكن كان اكتشافا متأخراِ وطالبوا بتحديد أيام سباحة للنساء غير تلك المحددة للرجال في المسابح الحكومية فتم ذلكِ وطالبوا بمنع الرجال من العمل في صالونات حلاقة النساء وتم لهم ذلكِ وطالبوا بمنع النساء من تدخين الشيشة او الأرجيلة في المقاهي الشعبية فتم لهم ذلكِ وفرض بعض اصحاب العمارات على مستأجري محلاتهم عدم عرض الملابس النسائية في الفترينات فتم لهم ذلك بالرغم من مخالفته الدستوريةِ وطالبوا بمنع الرجال من العمل في محلات بيع الملابس النسائية الداخلية فتم لهم ذلكِ وطالبوا بمنع بيع منتجات معينة وصحف ومجلات محددة من خلال منافذ الجمعيات التعاونية فتم لهم ذلكِ وطالبوا بعدم مخالفة المنقبات اللواتي يقمن بقيادة السيارات بكافة انواعها وتم لهم ذلكِ وطالبوا بإلغاء مهرجان القرين ومنع دخول آلاف الكتب فتم لهم، مؤقتا، تحقيق الشق الثانيِ وطالبوا بالغاء مهرجانات فبراير ونجحوا في تقليم الكثير من أظافرهِ وطالبوا باصدار فتوى تحرم جوائز البنوك وعدم تحريم جوائز المؤسسات المالية المماثلة الاخرى بسبب تدثرها برداء الدين فتم لهم ذلكِ وطالبوا بعدم بث بعض الالعاب الاولمبية تلفزيونيا فتم لهم ذلك.
تقبلت كل ذلك وسكت عنه مجبرا احيانا وعلى مضض احيانا اخرىِِ ولكني فوجئت مؤخرا بالعاملة في أحد محال التصوير تسألني، وأنا أعطيها فيلم كاميرا لتقوم بتحميضه وطباعته: حجي أنت يبي مرة ولا ريال؟
وسؤالها يعني: هل تريد امرأة أم رجلا؟ وحيث أنني متزوج وسعيد بزواجي ولا ميول لدي لأي أمر آخر، والمحل محل تصوير وليس مكتب زواج فقد طلبت منها إعادة سؤالها وشرح مغزاه.
فقالت، ما معناه: حجي هل تريد أن تقوم امرأة أم رجل بطباعة الفيلم؟ حيث ان هناك قانونا (وكررت كلمة قانون مرتين) يمنع الرجل من طبع وتحميض صور عائلية!
أعلم جيدا انه ليس هناك 'قانون' ينص على ذلك ولا من يحزنون، وهنا الخطورة في الأمر، حيث اصبحت رغبات ومطالبات وتمنيات المتزمتين دينيا التي تتعلق بالتحريم والزجر والفصل بين الرجل والمرأة قانونا تجب طاعته والامتثال له! في الوقت الذي بقيت فيه القوانين الحقيقية دون تطبيق ولا تمثل أمرا تجب طاعته!
والآن هل سنسمع قريبا اقتراحا بقانون من السيد وليد يمنع فيه الرجال من تحميض وطباعة الافلام التي تحتوي على صور نساء سافرات وقانونا آخر تمنع فيه النساء من طبع وتحميض الصور التي تتضمن وجوه رجال؟.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top