هل يستطيع التطبع أن يغلب الطبع؟

كتب الزميل محمد العوضي مقالا 'مؤثرا' في 'الرأي العام' اعتذر فيه، بمناسبة شهر رمضان، عن الاخطاء والتجاوزات، المقصودة وغير المقصودة، التي صدرت منه تجاه اقرباء او زملاء ممن تواصل معهم، بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وذكر مجموعة من الاسماء التي اختلف معها واساء لاصحابها، وطلب من كل منهم، ومن كل من لم يرد اسمه ان يسامح!! وقال بانه يرفع الراية البيضاء في سبيل اعادة القلوب الى صفائها ونسيان الخصومات.
نشكر للسيد العوضي 'اريحيته' وصفاء نيته وطيبة قلبه، واعترافه بانه سبق، ان اساء لخصومه، ولكن:
هل يعني ذلك بانه سوف لن يعود مستقبلا لطبعه القديم، ويقوم بمهاجمة المختلفين معه في الرأي؟
وهل هذا موقف املاه شهر رمضان وستزول آثاره بزوال الشهر؟
ولماذا استنكف في اعتذاره، والحبر الذي كتب به في لحظته لم يجف، وهو يذكر اسماء من اساء لهم، عن ذكر اسم محمد المليفي واكتفى، ترفعا، بذكر اسم زاويته الصحفية 'في العمق'؟؟ وهل هكذا تكون التوبة الصادقة؟
لا ادري لماذا يصر الكثيرون على ان يكونوا طيبين و'كويسين' ويمتنعوا عن النهش في اعراض الناس لمدة ثلاثين يوما، ويتركوا العقل والعقال لألسنتهم واهوائهم واقلامهم لثلاثمائة وثلاثين يوما المتبقية من ايام السنة؟؟
ولماذا لم يستطع الناطق الرسمي لحزب الاخوان الكويتي حفظ لسانه من التعرض بالسب والشتم لكل من وقف ضد استجواب الوزير الصبيح؟
ولماذا وصف عبدالله العلي المطوع، رئيس جمعية الاصلاح الاجتماعي، خصومه في الرأي بانهم مثل ابي لهب وأبي جهل وأمية بن خلف؟
ولماذا سقط تلميذ الشريعة سقطته تلك، ووصف من اختلف معه في الرأي بانه قصير وذو حواجب كثيفة؟
فاذا كانت هذه اقوالهم في هذا الشهر، والابالسة والشياطين مصفدة، فماذا سيكون عليه قولهم والشياطين والابالسة حرة طليقة؟؟
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top