الانطباع الأول

اعتقد ان عدد الراضين في الكويت عن طريقة تعامل موظفي جوازات الحدود البرية والبحرية والجوية مع المسافرين ربما لا يتجاوز ثلاثة اشخاص، لم يسبق لواحد منهم على الاقل، ان غادر الكويت في السنوات العشر الاخيرة!
ولكن من الواجب علينا ان نبين ان هناك تغيرات ايجابية اصبحنا نشاهدها بين الفترة والاخرى في هذا المجال الامني او تلك الجهة الحكومية، وهذه امور تتطلب الاشادة بها والتنويه بالقائمين عليهاِ فموضوع الاستعانة بالعنصر النسائي وبمسؤولين مدنيين في جوازات المطار مثلا تعتبر من تلك الامور التي تستحق الاشادة حقا.
***
يقول عماد محمود، وهو رجل اعمال لبناني، انه كان وآخرين يقفون في صفين طويلين امام موظفي جوازات الوصول في مطار الكويتِ واثناء فترة الانتظار تلك شاهد موقفا غريبا عليه وشعر بأن من واجبه كمقيم صالح (على نفس المقياس مواطن صالح) مشاركة الآخرين فيه حيث شعر بأن الامر يستحق الذكر والاشادة، وربما يكون مؤشرا على تغير ما في نفسية بعض المسؤولين تجاه حملة جوازات الدول الاخرى، وخاصة اصحاب بعض الجنسيات المتواضعة الاهمية في أعين البعض منا!
يقول عماد انه ما ان اقترب دوره لتقديم جواز سفره لموظف الهجرة، ولم يكن امامه سوى مسافر واحد يحمل جواز سفر سريلانكيا، حتى قفز مواطن كويتي من وسط الصف الآخر ووقف امام موظف الجوازات متجاوزا دور ذلك المسافر السريلانكي بمجرد انحناء ذلك المسافر لالتقاط حقيبة يده الثقيلة عن الارض.
انتبه موظف الجوازات لتلك المخالفة فطلب من المواطن الخروج من الصف والذهاب الى شباك مواطني دول مجلس التعاونِ فقال هذا أن الصف هناك اطول كثيرا وانه واقف في هذا الصف منذ فترة! ولكن ضابط الجوازات اصر على موقفه بالرغم من توسلات المواطن ورجائه الحار ب 'تخليصه'! وعندما لم يستطع زحزحة الموظف عن رأيه عاد الى الطابور الذي سبق وقوفه فيهِ وهنا طلب منه موظف الجوازات الآخر الخروج من الصف حيث انه تعدى على دور الآخرين وأن عليه الذهاب الى شباك مواطني دول الخليجِ وهنا ايضا لم تنفع توسلاته فخرج غاضبا من الطابور وذهب الى غرفة ضابط الجوازات واختفى هناك للحظات قصيرة عاد بعدها ووقف في آخر الطابور الذي كان يجب ان يقف فيه أصلا!
ويستطرد السيد عماد محمود بالقول، ان ذلك التصرف الحضاري والراقي اثلج صدور الكثيرين، ليس من منطلق الشماتة بذلك المواطن بل لشعورهم، ولو للحظات، بأن هناك من اصبح يهتم بحقوق الآخرين مهما تواضعت اهميتهم في المجتمع، فشكرا لمسؤولي وموظفي جوازات الدخول في مطار الكويت ونتمنى حقيقة ان يستمر تحسين الاداء في المطار بالذات، حيث انه واجهة البلد، وما يتركه من انطباع اولي، حسن او سيئ، عند القادم للمرة الأولى للكويت يبقى في البال والخاطر لفترة طويلة!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top